كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (اسم الجزء: 4)

وَعُذَيْقُهَا الْمُرَجَّبُ (¬1)، مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ (¬2).
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ -رضي اللَّه عنه-: لَا، وَلَكِنَّا الْأُمَرَاءُ، وَأَنْتُمُ الْوُزَرَاءُ (¬3).

* مَوْقِفُ زيْدِ بْنِ ثابِتٍ -رضي اللَّه عنه-:
فَهُنَا قَامَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ -رضي اللَّه عنه-، وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- كَانَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، وَإِنَّ الْإِمَامَ إِنَّمَا يَكُونُ مِنَ المُهَاجِرِينَ، وَنَحْنُ أَنْصَارُهُ كَمَا كُنَّا أَنْصَارَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-.
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ -رضي اللَّه عنه-: جَزَاكُمُ اللَّهُ خَيْرًا مِنْ حَيٍّ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، وَثَبَّتَ قَائِلَكُمْ، وَاللَّهِ لَوْ فَعَلْتُمْ غَيْرَ ذَلِكَ لَمَا صَالَحْنَاكُمْ (¬4).
¬__________
(¬1) عُذَيْقُهَا: تصغير العَذْقِ بفتح العين، وهو النخلة, الْمُرَجَّبُ: هو أن تُعمد النخلة الكريمة ببناء من حجارة أو خشب إذا خيف عليها لطولها وكثرة حملها أن تقع، وقد يكون ترجيبها بأن يُجعل حولها شوك لئلا يُرقى إليها، أراد أنه يستشفى برأيه. انظر النهاية (3/ 181) (2/ 180) - فتح الباري (7/ 382).
(¬2) أخرج ذلك البخاري في صحيحه - كتاب الحدود - باب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت - رقم الحديث (6830) - والإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (391).
(¬3) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب فضائل أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لو كنت متخذًا خليلًا" - رقم الحديث (3668).
(¬4) أخرجه الإِمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (21617) - والطيالسي في مسنده - رقم الحديث (603) - وابن أبي شيبة في مصنفه - رقم الحديث (38195) - والحاكم في المستدرك - كتاب معرفة الصحابة - باب ذكر الاختلاف في أمر الخلافة - رقم الحديث (4514) - وإسناده صحيح على شرط مسلم.

الصفحة 637