كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (اسم الجزء: 4)

جَهَازُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَغَسْلُهُ
فَلَمَّا بُويِعَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ -رضي اللَّه عنه- بِالْخِلَافَةِ، أَقْبَلَ النَّاسُ عَلَى جَهَازِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وَذَلِكَ يَوْمُ الثُّلَاثَاءِ (¬1).
وَلَمَّا أَرَادُوا غَسْلَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- اخْتَلَفُوا فِيهِ، فَقَدْ أَخْرَجَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ، وَابْنُ حِبَّانَ في صَحِيحِهِ بِسَنَدٍ قَوِيٍّ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: لَمَّا أَرَادُوا غَسْلَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- اخْتَلَفُوا فِيهِ، فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا نَدْرِي كَيْفَ نَصْنَعُ، أَنُجَرِّدُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- كَمَا نُجَرِّدُ مَوْتَانَا أَمْ نَغْسِله وَعَلَيْهِ ثِيَاُبهُ؟ .
قَالَتْ: فَلَمَّا اخْتَلَفُوا أَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ السِّنَةَ (¬2) حَتَّى وَاللَّهِ مَا مِنَ القوْمِ مِنْ رَجُلٍ إِلَّا ذَقْنُهُ في صَدْرِهِ نَائِمًا، ثُمَّ كَلَّمَهُمْ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَيْتِ، لَا يَدْرُونَ مَنْ هُوَ: أَنِ اغْسِلُوا النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَعَلَيْهِ ثِيَابهُ.
قَالَتْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: فَثَارُوا إِلَيْهِ، فَغَسَلُوا رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَهُوَ فِي قَمِيصِهِ (¬3) يُفاضُ عَلَيْهِ الْمَاءُ وَالسِّدْرُ، وَيَدْلِكُهُ الرِّجَالُ بالْقَمِيصِ (¬4).
¬__________
(¬1) أخرج ذلك ابن إسحاق في السيرة (4/ 321) - وإسناده حسن.
(¬2) السِّنَةُ: بكسر السين، وهو النُّعَاسُ.
(¬3) في رواية ابن حبان: وعليه قميصه.
(¬4) أخرج ذلك الإِمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (26306) - وابن حبان في صحيحه =

الصفحة 647