كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (اسم الجزء: 4)

مَتَى دُفِنَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-
وَكَانَ دَفْنُهُ -صلى اللَّه عليه وسلم- لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ، فَقَدْ أَخْرَجَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: تُوُفِّيَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَدفْنَ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ (¬1).
وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى في الْمُسْنَدِ بِسَنَدٍ حَسَنٍ قَالَتْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: مَا عَلِمْنَا بِدَفْنِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- حَتَّى سَمِعْنَا صَوْتَ الْمَسَاحِي (¬2) مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ (¬3).
قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ كَثِيرٍ: وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ مَكَثَ -صلى اللَّه عليه وسلم- بَقِيَّةَ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمِ الثُّلَاثَاءِ بِكَمَالِهِ، وَدُفِنَ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَقَالَ أَيْضًا رَحِمَهُ اللَّهُ: وَالْمَشْهُورُ عِنْدَ الْجُمْهُورِ أَنَّهُ -صلى اللَّه عليه وسلم- تُوُفِّيَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَدُفِنَ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ (¬4).
قُلْتُ: إِنَّا للَّهِ وَإِنَّا إِليْهِ رَاجِعُونَ! !
¬__________
(¬1) أخرجه الإِمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (24790).
(¬2) الْمَسَاحِي: جمع مِسْحَاة، وهي الْمَجْرَفَةُ من الحديد. انظر النهاية (4/ 280).
(¬3) أخرجه الإِمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (24333).
(¬4) انظر البداية والنهاية (5/ 284).

الصفحة 657