كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (اسم الجزء: 4)

بِالبَيْتِ، فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، قَالَ لَهُ: "أَفُضَالَةُ؟ ".
قَاَلَ: نَعَمْ، فُضَالَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ.
فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَاذَا كُنْتَ تُحَدِّثُ بِهِ نَفْسَكَ؟ "
قَالَ: لَا شَيْءَ، كُنْتُ أَذْكُرُ اللَّهَ.
فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثُمَّ قَالَ لَهُ: "اسْتَغْفِرِ اللَّهَ"، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ الشَّرِيفَةَ عَلَى صَدْرِهِ، فَسَكَنَ قَلْبُهُ، فَكَانَ فُضَالَةُ يَقُولُ: وَاللَّهِ مَا رَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَدَهُ عَنْ صَدْرِي حَتَّى مَا مِنْ خَلْقِ اللَّهِ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْهُ (¬1).

* خَبَرٌ لَا يَصِحُّ:
رَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ، وَأَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ عَنِ الوَليدِ بنِ عُقْبَةَ بنِ أَبِي مُعَيْطٍ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: لَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- مَكَّةَ، جَعَلَ أَهْلُ مَكَّةَ يَأْتُونَهُ بِصِبْيَانِهِمْ، فَيَدْعُو لَهُمْ بِالبَرَكَةِ، وَيَمْسَحُ رُؤُوسَهُمْ، فَجِيءَ بِي إِلَيْهِ، وَأَنَا مُخَلَّقٌ (¬2) فَلَمْ يَمَسَّنِي مِنْ أَجْلِ الخَلُوقِ (¬3).
¬__________
(¬1) انظر سيرة ابن هشام (4/ 65) - زاد المعاد (3/ 363).
(¬2) أي عليه الخَلُوق، وهو طيب معروف مركب يتخذ من الزعفران وغيره. انظر النهاية (2/ 68).
(¬3) أخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (16379) - وأخرجه أبو داود في سننه - كتاب الترجل - باب في الخلوق للرجال - رقم الحديث (4181) - وأورده ابن الأثير في جامع الأصول - رقم الحديث (2879).

الصفحة 69