* سُؤَالُ هِنْدِ بِنْتِ عُتْبَةَ عَنِ النَّفَقَةِ:
ثُمَّ إِنَّ هِنْدَ بِنْتَ عُتْبَةٍ ذَهَبَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَقَالَتْ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كَانَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ مِنْ أَهْلِ خِبَاءٍ (¬3) أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ يَذِلُّوا مِنْ أَهْلِ خِبَائِكَ، ثُمَّ مَا أَصْبَحَ اليَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَهْلَ خِبَاءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ يَعِزُّوا مِنْ أَهْلِ خِبَائِكَ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "وَأَيْضًا وَالذِي نَفْسِي بِيَدِهِ".
قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ، وَلَيْسَ يُعْطِينِي مَا يَكْفِينِي وَوَلَدِي إِلَّا مَا أَخَذْتُ مِنْهُ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "خُذِي مَا يَكْفِيكِ وَوَلَدَكِ بِالمَعْرُوفِ" (¬4).
¬__________
(¬1) وقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إني لا أصافح النساء، إنما قولي لامرأة، قولي لمئة امرأة".
أخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (27006) وإسناده صحيح.
(¬2) أخرج بيعة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لنساء قريش: ابن سعد فِي الطبَّقَات الكُبْرى (8/ 368) وإسناده صحيح، إِلا أنه مرسل - وانظر فتح الباري (10/ 639).
(¬3) الخِباء: بكسر الخاء: هو أحد بيوت العرب من وبر أو صوف، وقد تستعمل في المنازل والمساكن. انظر النهاية (2/ 9).
(¬4) قلت: ذكرنا قبل قليل أن هند بنت عتبة رضي اللَّه عنها سألت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن أخذها المال من زوجها أبي سفيان -وكان حاضرًا- فقال لها: أما ما أصبت فيما مضى فأنت منه فِي حِلٍّ. وهذه المرة الثانية تسأل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
قال الحافظ في الفتح (10/ 639): يمكن أن تكون فهمت من الأول إحلال أبي سفيان لما مضى فسألت المرة الثانية عما يستقبل. =