كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 4)
باب بيان (¬1) إباحة الالتحاق بثوبه بعد تكبيرة الافتتاح، ووضع يده اليمنى على اليسرى، والدليل على أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كان يغطّي يديه في صلاته ويخرجهما إذا كبّر، وإذا رفع رأسه من الركوع رفع يديه قبل ما يقول (¬2): سمع الله لمن حمده.
¬_________
(¬1) " بيان" لم يذكر في "ك" و"ط".
(¬2) وفي "ك" و"ط" "قوله".
1640 - حدثنا معاوية بن صالح، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، وعثمان بن خرّزاد، والصغاني، قالوا: نا عفان، نا همام (¬1)، نا محمد بن جُحادة، حدثني عبد الجبّار بن وائل (¬2)، عن علقمة بن وائل (¬3)، ومولى
-[331]- لهم (¬4) أنّهما (¬5) حدثاه عن أبيه وائل بن حجر -رضي الله عنه- (¬6) أنَّه رأى النبيّ (¬7) -صلى الله عليه وسلم- رفع يديه حين دخل في الصلاة وكبّر، ووصف همام حيال أذنيه، ثم التحف بثوبه، ثم وضع يده اليمنى على اليسرى، فلما أراد أن يركع
-[332]- أخرج يديه من الثوب، ثم رفعهما وكبّر فركع، فلمّا قال: سمع الله لمن حمده رفع يديه، فلما سجد سجد بين كفيه (¬8).
¬_________
(¬1) هو ابن يحيى.
(¬2) الحضرمي، مات سنة 112 هـ أحد الثقات إلا أنَّه لم يسمع من أبيه، بل ولم يدرك أباه فقد ولد بعده بستة أشهر، ذكر ذلك ابن معين، والبخاري، وابن حبان وغيرهم، وضعف المزي، والعلائي القول بولادته بعد موت أبيه، بدليل ما روى عنه نفسه أنَّه قال: كنت لا أعقل صلاة أبي، فلو مات أبوه وهو حمل لم يقل هذا القول، ولكن ذكر الحافظ ابن حجر بأن البزار قد نص على أن القائل: كنت غلامًا لا أعقل صلاة أبي هو علقمة بن وائل لا أخوه عبد الجبار. اهـ. ولم يخرج مسلم لعبد الجبار إلا عن أخيه علقمة. والله سبحانه وتعالى أعلم. انظر: التاريخ 2/ 340، والتاريخ الكبير 6/ 106، 107، والثقات 4/ 135، وتهذيب الكمال 16/ 393، والمغني 1/ 367، والكاشف 1/ 612، وجامع التحصيل ص 267، والتهذيب 6/ 95، والتقريب، ص 332.
(¬3) الحضرمي روى له مسلم والأربعة، وثقه ابن سعد، والعجلي، والذهبي، وذكره ابن حبان =
-[331]- = في الثقات، وحكى العسكري، عن ابن معين، أنَّه قال: إنَّه لم يسمع من أبيه، واعتمده الحافظ في التقريب فقال: صدوق إلا أنَّه لم يسمع من أبيه. اهـ ولكن الصواب ثبوت سماعه من أبيه، فقد صرح بالتحديث عن أبيه عند مسلم في القسامة برقم 1680، وعند النسائي في التطبيق برقم 1054، وقد نص البخاري، والترمذي، وابن حبان عن سماعه من أبيه، وأما ما جاء بأن الترمذي سأل البخاري عن سماع علقمة من أبيه، فقال إنَّه ولد بعد موت أبيه بستة أشهر فإنه وهم، فإن البخاري -رحمه الله تعالى- إنّما قال ذلك في حق أخيه عبد الجبار كما في التاريخ الكبير. والله سبحانه وتعالى أعلم. انظر: الطبقات 6/ 311، والتاريخ الكبير 7/ 41، وتاريخ الثقات ص 341، وجامع الترمذي 4/ 46، برقم 1454، والعلل الكبرى 1/ 542، والثقات 5/ 209، وتهذيب الكمال 20/ 312، والمغني 2/ 442، والتعليق على الكاشف 2/ 34، والتعليق على السير 2/ 574، والتهذيب 7/ 239، والتقريب مع التعليق عليه ص 397.
(¬4) وقد نص الإمام المزي -رحمه الله تعالى- على عدم تسمية. انظر: تهذيب الكمال 30/ 421.
(¬5) (ك 1/ 348).
(¬6) حجر -بضم المهملة وسكون الجيم ثم راء- انظر: المشتبه ص 218، وتوضيحه 3/ 125.
(¬7) وفي "ك " و"ط": "رسول الله -صلى الله عليه وسلم-".
(¬8) وقد أخرجه مسلم -رحمه الله تعالى- عن زهير بن حرب، عن عفان به. انظر: صحيحه، كتاب الصلاة، باب وضع يده اليمنى على اليسرى بعد تكبيرة الإحرام تحت صدره فوق سرته ... برقم 54، 1/ 301.