كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 4)
1686 - حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الحنين، نا عمر بن حفص بن غياث، حدثني (¬1) أبي، نا الأعمش، عن إبراهيم، قال: قال الأسود: قالت عائشة -رضي الله عنها- لما مرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مرضه الذي مات فيه، فحضرت الصلاة وأوذن بها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مروا أبا بكر فليصل بالناس" فقيل له: إن أبا بكر رجل أسيف إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس من البكاء، قال: فسكت ثم أعاد، فأعادوا له، ثم أعاد الثالثة فقال: "إنكن صواحب يوسف عليه السلام، مُروا أبا بكر يصلي بالناس فخرج أَبو بكر -رضي الله عنه- فصلى، فوجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من نفسه خِفّة فخرج يهادى بين رجلين كأنّي أنظر إلى رجليه تخطان في الأرض من الوجع، وأراد أَبو بكر أن يتأخر فأومأ إليه النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ مكانك فأتي به حتى جلس إلى جنبه، فقيل له (¬2): فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي، وأبو بكر يصلي بصلاته، والناس يصلون بصلاة أبي بكر -رضي الله عنه-؟ قال: نعم برأسه (¬3).
-[376]- في رواية أبي معاوية ووكيع قالا: قالت عائشة -رضي الله عنها-: فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي بالناس جالسًا وأبو بكر قائمًا يقتدي أَبو بكر بصلاة النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ويقتدي الناس بصلاة أبي بكر -رضي الله عنه- (¬4).
¬_________
(¬1) وفي "ك" و"ط": "ثنا".
(¬2) أي: الأعمش، بدليل ما في البخاري: "قيل للأعمش".
(¬3) وقد أخرجه مسلم -رحمه الله تعالى- انظر: الحديث 1681 السابق.
وأخرجه البخاري -رحمه الله تعالى- عن عمر بن حفص بن غياث. انظر: صحيحه، =
-[376]- = كتاب الأذان باب حد المريض أن يشهد الجماعة برقم 664، 2/ 151.
(¬4) وقد أخرجها مسلم -رحمه الله تعالى- عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي معاوية، ووكيع كلاهما عن الأعمش. انظر: الحديث 1680 السابق وتخريجه.