كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 4)

1274 - حدثنا محمد بن عبد الملك الواسطي، وعمار بن رجاء قالا: نا يزيد بن هارون، أنا الجُريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- شمّ ريح ثوم وهو في الصلاة فلما انصرف قال: "من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يقربن مُصَلّانا" فقال الناس: حرّم الثوم، فبلغ ذلك النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فقال: "أيها الناس، إنَّه والله ما لي أن أحرم ما أحلّ الله ولكني أكره ريحه، ويأتيني (¬1) من الملائكة، فلا أحب أن يجدوا ريحه" (¬2).
¬_________
(¬1) أي: ويكره ريحه من يأتيني من الملائكة
(¬2) وقد أخرجه مسلم -رحمه الله- دون قوله: ويأتيني من الملائكة ... إلخ. عن عمرو الناقد، عن إسماعيل بن عليّة، عن الجريري به. انظر: صحيحه، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب نهي من أكل ثومًا أو بصلًا أو كراثًا أو نحوها ... برقم 76، 1/ 385.
وإسماعيل بن عليّة ممن سمع من الجريري قبل الاختلاط. انظر: الكواكب النيرات ص 43، ونهاية الاغتباط ص 127. وفي رواية المصنف رحمه الله زيادة ويأتيني من الملائكة فلا أحب أن يجدوا ريحه. وذلك من فوائده.
1275 - حدثنا صالح بن عبد الرحمن بن عمرو بن الحارث، نا حجاج الأزرق، نا ابن وهب، ح
وحدثنا مالك بن سيف التجيبي (¬1)، نا أصبغ بن الفرج، أخبرني ابن
-[48]- وهب، ح
وحدثنا أبو عبيد الله، نا عمّي، قال: حدثني (¬2) عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج، عن ابن خَبَّاب (¬3)، عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: غزونا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خيبر (¬4)، فمررنا بمبقلة فيها بصل، فأكل منه طائفة منا، وطائفة وقفوا ولم يأكلوا، وطائفة لم يروا المبقلة، وكنّا نروح إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيمسح رؤسنا ويدعو لنا، فرحنا إليه فلما اقتربنا إليه وجد ريح البصل فقال: "من أكل من هذه (¬5) الشجرة فلا يقربنا أو نحو هذا". وقال بعضهم: حتى يذهب ريحها، وقال أصبغ: فدعا الذين لم يأكلوا البصل وأخّر الآخرين حتى ذهب ريحها" (¬6).
-[49]- (وحدثنا ابن المقدمي أبو عثمان (¬7)، نا أبي، نا حماد (¬8)، عن أيوب، عن أبي الزبير، عن جابر -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن أكل البصل والثوم والكراث وقال: "إنّ الملائكة تأذى ممّا يتأذى منه بنو آدم" (¬9) (¬10).
¬_________
(¬1) هو أبو سعيد مالك بن عبد الله بن سيف التجيبي -بضم التاء المعجمة باثنتين من فوقها =
-[48]- = وكسر الجيم وتسكين الياء تحتها نقطتان وفي آخرها الباء الموحدة -نسبة إلى تجيب وهو اسم أم عديّ وسعد أبي أشرش، وإلى محلة بمصر. المصري، قال ابن أبي حاتم: كان صدوقًا. ولم أقف عليه في غيره. انظر: الجرح والتعديل 8/ 214، واللباب 1/ 207.
(¬2) (ك 1/ 285).
(¬3) هو عبد الله بن خَبَّاب الأنصاري النجاري المدني.
(¬4) خيبر: بلدة معروفة تبعد عن المدينة النبوية بـ 165 كيلًا شمالًا على طريق الشام. انظر: معجم البلدان 2/ 468، والمعالم الأثيرة ص 109.
(¬5) (من هذه) سقطت من "ك" و"ط".
(¬6) وقد أخرجه مسلم -رحمه الله- عن هارون بن سعيد الأيلي، وأحمد بن عيسى، عن ابن وهب به. انظر: صحيحه، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب نهي من أكل ثومًا أو بصلًا أو كراثًا أو نحوها ... برقم 77، 1/ 395.
(¬7) هو أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي.
(¬8) هو ابن زيد.
(¬9) وقد أخرجه مسلم -رحمه الله- عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن كثير بن هشام، عن هشام الدستوائي، عن أبي الزبير به. انظر: الحديث 1268 السابق وتخريجه.
(¬10) ما بين القوسين لم يذكر في "ك" و"ط".

الصفحة 47