كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 4)

1327 - حدثنا محمد بن عُزَيز الأيلي (¬1)، عن سلامة (¬2)، عن عقيل، ح
وحدثنا أبو يوسف الفارسي، نا يحيى بن بكير، قال: حدثني الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، قال , أخبرني محمود بن الربيع -رضي الله عنه-، أنّ عتبان بن مالك -رضي الله عنه-وهو من أصحاب النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ممن شهد بدرًا من الأنصار- أتى رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، إنّي أنكرت بصري، وأنا أصلي لقومي، فإذا كانت الأمطار سال الوادي الذي بيني وبينهم لم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي بهم، وددت يا رسول الله، أنّك تأتينى فتصلي في بيتي فأتخذه مصلى. فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "سأفعل
-[92]- إن شاء الله" قال عتبان: فغدا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأبو بكر -رضي الله عنه- حين ارتفع النهار، فاستأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأذنت له فلم يجلس حتى دخل البيت ثم قال: "أين تحب أن أصلي من بيتك"؟ قال: فأشرت له إلى ناحية من البيت، فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكبّر فقمنا فصففنا فصلّى ركعتين، ثم سلم. قال: وحَبَسناه على خزيرة (¬3) صنعناها له، قال: فثاب في البيت رجال (¬4)، من (¬5) الدار ذو [و] (¬6) عدد، فاجتمعوا فقال (¬7) قائل منهم: أين مالك بن الدخيش -أو ابن الدخشن؟ (¬8) -
-[93]- فقال (¬9) بعضهم: ذلك منافق لا يحب الله ورسوله. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تقل ذلك، ألا تراه قال: لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله"؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: فإنا نرى وجهه ونصيحته إلى المنافقين، قال (¬10) رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "فإنّ الله قد حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله" (¬11).
¬_________
(¬1) محمد بن عُزَيز -بالعين المهملة وزايين مصغرًا- ابن عبد الله أبو عبد الله مولى بني أمية 296.
(¬2) هو سلَامة -بتخفيف اللام وزيادة هاء- ابن روح بن خالد بن عقيل بن خالد القرشي، الأموي، أبو خَرْبَق وقيل: أبو روح الأيلي، ابن أخي عقيل بن خالد مولى عثمان -رضي الله عنه-.
وقد تقدم الكلام على رواية سلامة عن عقيل، في كتاب الإيمان، باب بيان الأعمال والفرائض التي إذا أداها بالقول والعمل دخل الجنة، برقم (82).
(¬3) خزيرة -بخاء معجمة مفتوحة بعدها زاي مكسورة، ثم ياء تحتانية ثم راء ثم هاء- نوع من الأطعمة، تصنع من لحم يقطع صغارًا، ثم يُصب عليه ماء كثير، فإذا نضج ذرّ عليه الدقيق، وإن لم يكن فيه لحم فهو عصيدة ... انظر: الصحاح 2/ 644، والفتح 1/ 521، وتاج العروس 11/ 157.
(¬4) (رجال) لم يذكر في "م".
(¬5) هكذا في "الأصل" و"م" والصحيحين. وفي "ك": "في"، وهو خطأ.
(¬6) الواو لم ترد في "الأصل"
(¬7) وفي "م": "فقالوا". وهو خطأ.
(¬8) "الدخيشن" -بضم الدال المهملة وفتح الخاء المعجمة وسكون الياء التحتانية بعدها شين معجمة مكسورة ثم نون، و"الدخشن" -بضم الدال المهملة والشين المعجمة وسكون الخاء بينهما- وحكى كسر أوله-، ويروى بالميم بدل النون ونقل الطبراني عن أحمد بن صالح أن الصواب الدخشم بالميم. والشك فيه من الراوي هل هو مصغر أو مكبر، وفي صحيح مسلم من طريق يونس مالك بن الدخشن بدون شك. وهو من بني عوف بن عمرو بن عوف، شهد بدرًا وما بعدها من المشاهد وهو الذي أسر سهيل بن =
-[93]- = عمرو يوم بدر، وأرسله النبي عليه الصلاة والسلام مع معن بن عديّ فأحرقا مسجد الضرار. قال أبو عمر بن عبد البر -رحمه الله تعالى- لا يصح عنه النفاق وقد ظهر من حسن إسلامه ما يمنع من اتهامه. والله أعلم. انظرة معجم الطبراني الكبير 18/ 30، والاستيعاب 3/ 372، والإصابة 3/ 343، والفتح 1/ 521.
(¬9) (ك 1/ 295).
(¬10) وفي "ك" فقال.
(¬11) انظر: الحديث 1326 السابق وتخريجه.

الصفحة 91