كتاب اختصار صحيح البخاري وبيان غريبه (اسم الجزء: 4)
قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ} للذي قال: {الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [سبأ: 23]، فيسمعها مُسْتَرِقُو السمع هكذا (¬1) واحدٌ فوق واحد (¬2) -ووصف سفيان بيده فَفَرَّج (¬3) بين أصابعه (¬4) اليمنى، نصبها بعضًا فوق بعض- فربما أدرك الشهاب المستمع قبل أن يرمي بها إلى صاحبه فيحرقه، وربما لم يدركه حتى رمى (¬5) بها إلى الذي يليه؛ أي (¬6): الذي هو أسفل منه، حتى يلقوها إلى الأرض -وربما قال سفيان: حتى ينتهي إلى الأرض- فتلقى على فم الساحر، فَيَكْذِب معها مئة كَذْبَةٍ، فيصدق. فيقولون: ألم يحدثونا (¬7) في يوم كذا وكذا يكون كذا وكذا فوجدناه حقًّا، للكلمة التي سمعت من السماء".
الغريب:
"خُضْعانًا": متذللين. "الصَّفْوَان": الحَجَر الصَّلْد، وهو تشبيه لأصوات أجنحة الملائكة عند الضرب "وَينْفُذُهُمْ ذلك"؛ أي: يصل إلى جميعهم. و"فُزِّعَ عن قلوبهم"؛ أي: كُشف عنهم ما غمرهم من عظمة اللَّه وإجلاله لكلامه. و"المُسْتَرِق": من السرقة، وهو أخذ الشيء في خفية.
* * *
¬__________
(¬1) في "صحيح البخاري" زيادة: "ومسترقو السمع هكذا. . . ".
(¬2) في "صحيح البخاري": "فوق آخر".
(¬3) في "صحيح البخاري": "وفَرَّجَ".
(¬4) في "صحيح البخاري": "بين أصابع يده اليمنى".
(¬5) في "صحيح البخاري": "يرمى".
(¬6) في "صحيح البخاري": "إلى الذي. . . ".
(¬7) في "صحيح البخاري": "ألم يخبرنا. . . ".