كتاب اختصار صحيح البخاري وبيان غريبه (اسم الجزء: 4)

-أو أضياف له- فأمسى عند النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فلما جاء قالت له (¬1) أمي: احتبست عن ضيفك -أو أضيافك- الليلة، قال: ما عشيتيهم؟ (¬2) فقالت: عرضنا عليهم (¬3) فأبوا. فغضب أبو بكر، فسبَّ وجدَّع وحلف لا يَطْعَمُه، فاختبأت أنا، فقال: يا غُنْثَر! فحلفت المرأة لا تَطْعَمُه حتى يَطْعَمَه، فحلف الضيف أو الضيفان لا يَطْعَمَهُ حتى يَطْعَمُوه (¬4)، فقال أبو بكر: كأن هذه من الشيطان، فدعا بالطعام فأكل فأكلوا (¬5)، فجعلوا لا يرفعون لقمة إلا رَبَتْ (¬6) من أسفلها أكثر منها، فقال: يا أخت بني فراس، ما هذا؟ فقالت: وقُرَّةُ عيني إنها الآن لأكثر قبل أن نأكل. فأكلوا، وبعث بها إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فذكر أنه أكل منها.
قوله: "يا غُنْثَر": الرواية الصحيحة فيه بالغين المعجمة؛ بفتحها وضمها، وذكر عن الخطابي: بالعين المهملة المفتوحة، وبالتاء باثنتين من فوقها، وفسَّره بالذباب الأزرق الأخضر. والصحيح الأول، قال عياض: ومعناه: يا لئيم، يا دنيء، تحقيرًا له، وتشبيهًا بالذباب. وقيل: معناه: يا جاهل. ومنه قول
¬__________
(¬1) "له" ليست في "صحيح البخاري".
(¬2) في "صحيح البخاري": "أو ما عشيتهم".
(¬3) في "صحيح البخاري": "عرضنا عليه أو عليهم. . . ".
(¬4) في "صحيح البخاري": "فحلف الضيف أو الأضياف أن لا يَطْعَمَهُ -أو يَطْعَمُوه- حتى يَطْعَمَهُ. . . ".
(¬5) في "صحيح البخاري": "وأكلوا".
(¬6) في "صحيح البخاري": "إلا ربا".

الصفحة 468