كتاب اختصار صحيح البخاري وبيان غريبه (اسم الجزء: 4)
2740 - وعن عروة بن الزبير: أن أسامة بن زيد أخبره: أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ركب على حمار عليه قطيفة فَدَكِيَّةٌ، وأسامة وراءه، يعود سعد ابن عُبَادة في بني الحارث بن الخزرج قبل وقعة بدر، فسار (¬1) حتى إذا مَرَّ (¬2) بمجلس عبد اللَّه بن أُبَيّ ابن سلول -وذلك قبل أن يُسْلم عبد اللَّه بن أُبَيّ- فإذا في المجلس أخلاط من المسلمين والمشركين عَبَدة الأوثان واليهود، وفي المسلمين عبد اللَّه بن رَوَاحَة، فلما غشيت المجلس عَجَاجَةُ الدابة خَمَّر ابن أُبَيّ أنفَهُ بردائه وقال: لا تُغَبِّرُوا علينا. فسلَّم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (¬3)، ثم وقف فنزل فدعاهم إلى اللَّه، وقرأ عليهم القرآن، فقال له عبد اللَّه بن أُبَيّ (¬4): أيها المرء! لا أحسن مما تقول إن كان حقًّا، فلا تؤذينا (¬5) به في مجالسنا، فمن جاءك فاقصص عليه. قال عبد اللَّه بن رواحة: بلى يا رسول اللَّه! اغْشَنَا (¬6) في مجالسنا، وإنَّا (¬7) نحب ذلك، فاسْتَبَّ المسلمون والمشركون واليهود حتى كادوا يتساورون، فلم يزل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يُخَفِّضُهُمْ حتى سكتوا، ثم ركب
¬__________
(¬1) في "صحيح البخاري": "فسارا".
(¬2) في "صحيح البخاري": "حتى مرَّا".
(¬3) في "صحيح البخاري": "رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عليهم".
(¬4) في "صحيح البخاري": "أبي بن سلول. . . ".
(¬5) في "صحيح البخاري": "فلا تؤذنا".
(¬6) في "صحيح البخاري": "فاغشنا".
(¬7) في "صحيح البخاري": "فإنا".
_______
2740 - خ (4/ 129 - 130)، (78) كتاب الأدب، (115) باب كنية المشرك، من طريق ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن أسامة بن زيد به، رقم (6207).