كتاب اختصار صحيح البخاري وبيان غريبه (اسم الجزء: 4)

رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وقال (¬1): يا رسول اللَّه! أتصلي عليه وقد نهاك ربك أن تصلي عليه؟ فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنما خيَّرني اللَّه" فقال: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ (¬2) اللَّهُ لَهُمْ} [التوبة: 80] وسأزيد على السبعين"، قال: إنه منافق، قال: فصلى عليه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: فأنزل اللَّه عز وجل (¬3): {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} [التوبة: 84].
قلت: وهذه آكد، وآية فيها وَهْمٌ (¬4)، وهو أن عمر قال لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: أتصلي عليه وقد نهاك ربك أن تصلي عليه؟ ثم أخبر بعد انفصال القضية بقوله: فأنزل اللَّه عز وجل: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ}، وقد ذكر بعد ذلك الحديث من رواية ابن عباس عن عمر، ولم يذكر فيها ذلك اللفظ، وكذلك روى من طريق آخر عن ابن عمر.
ولفظ حديث ابن عباس (¬5)، عن عمر بن الخطاب أنه قال: لما مات عبد اللَّه بن أُبَيٍّ ابن سَلُول، دُعِيَ إليه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ ليُصَلِّي عليه، فلما قام رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وَثَبْتُ إليه فقلت: يا رسول اللَّه! أتصَلِّي على ابن أُبَيٍّ وقد قال يوم كذا كذا وكذا؟ أَعُدُّ (¬6) عليه قوله، فتبسَّم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وقال: "أَخِّر عني
¬__________
(¬1) في "صحيح البخاري": "فقال".
(¬2) "فلن يغفر اللَّه لهم" ليست في "صحيح البخاري".
(¬3) "عز وجل" ليست في "صحيح البخاري".
(¬4) لعل في الكلام سقطًا أو تحريفًا.
(¬5) خ (3/ 238) في الكتاب والباب السابقين، من طريق عقيل، عن ابن شهاب، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه، عن ابن عباس، عن عمر بن الخطاب به، رقم (4671).
(¬6) في "صحيح البخاري": "أُعَدِّد".

الصفحة 7