كتاب المستدرك للحاكم - دار المعرفة (اسم الجزء: 4)

، فَيَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ فَمَا اسْتَطَاعَ زَيْدٌ إِلَيْهَا سَبِيلاً بَعْدَ ذَلِكَ ، وَيَأْتِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُخْبِرُهُ فَيَقُولُ : أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجُكَ فَيَقُولُ : يَا رَسُولَ اللهِ إِذًا أُفَارِقُهَا ، فَيَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : احْبِسْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ فَفَارَقَهَا زَيْدٌ وَاعْتَزَلَهَا وَحَلَّتْ قَالَ : فَبَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ يَتَحَدَّثُ مَعَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا إِذْ أَخَذَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْمَةٌ ، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ وَهُوَ يَتَبَسَّمُ وَهُوَ يَقُولُ : مَنْ يَذْهَبُ إِلَى زَيْنَبَ يُبَشِّرُهَا أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ زَوَّجَنِيهَا مِنَ السَّمَاءِ وَتَلاَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ} الْقِصَّةَ كُلَّهَا قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : فَأَخَذَنِي مَا قَرُبَ وَمَا بَعُدَ لِمَا كَانَ بَلَغَنِي مِنْ جَمَالِهَا وَأُخْرَى هِيَ أَعْظَمُ الآمُورِ وَأَشْرَفُهَا مَا صَنَعَ اللَّهُ لَهَا زَوَّجَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَتْ عَائِشَةُ : هِيَ تَفْخَرُ عَلَيْنَا بِهَذَا قَالَتْ عَائِشَةُ : فَخَرَجَتْ سَلْمَى خَادِمُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَشْتَدُّ ، فَحَدَّثَتْهَا بِذَلِكَ فَأَعْطَتْهَا أَوْضَاحًا لَهَا.
قَالَ ابْنُ عُمَرَ : وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهَادِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ ، قَالَ : أَوْصَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ ، أَنْ تُحْمَلَ عَلَى سَرِيرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُجْعَلَ عَلَيْهِ نَعْشٌ وَقِيلَ حُمِلَ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَمَرَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى حَفَّارِينَ يَحْفِرُونَ قَبْرَ زَيْنَبَ فِي يَوْمِ صَائِفٍ فَقَالَ : لَوْ أَنِّي ضَرَبْتُ عَلَيْهِمْ فُسْطَاطًا وَكَانَ أَوَّلَ فُسْطَاطٍ ضُرِبَ عَلَى قَبْرٍ بِالْبَقِيعِ.
قَالَ ابْنُ عُمَرَ : وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلِيطٍ ، قَالَ : رَأَيْتُ أَبَا أَحْمَدَ بْنَ جَحْشٍ ، يَحْمِلُ سَرِيرَ زَيْنَبَ وَهُوَ مَكْفُوفٌ وَهُوَ يَبْكِي ، وَأَسْمَعُ عُمَرَ ، يَقُولُ : يَا أَبَا أَحْمَدَ ، تَنَحَّ عَنِ السَّرِيرِ لاَ يُعْنِتْكَ النَّاسُ عَلَى سَرِيرِهَا ، فَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ : هَذِهِ الَّتِي نِلْنَا بِهَا كُلَّ خَيْرٍ وَإِنَّ هَذَا يُبَرِّدُ حَرَّ مَا أَجِدُ ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : الْزَمُ الْزَمْ.
قَالَ : وَحَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ الْجَحْشِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : مَا تَرَكَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ ، دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا كَانَتْ تَتَصَدَّقُ بِكُلِّ مَا قَدَرَتْ عَلَيْهِ ، وَكَانَتْ مَأْوَى الْمَسَاكِينِ ، وَتَرَكَتْ مَنْزِلِهَا فَبَاعُوهُ مِنَ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ حِينَ هُدِمَ الْمَسْجِدُ بِخَمْسِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ.
قَالَ : وَحَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ الْجَحْشِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : سُئِلَتْ أُمُّ عُكَّاشَةَ بِنْتُ مِحْصَنٍ ، كَمْ بَلَغَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ يَوْمَ تُوُفِّيَتْ ؟ فَقَالَتْ : قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ لِلْهِجْرَةِ وَهِيَ بِنْتُ بِضْعٍ وَثَلاَثِينَ ، وَتُوُفِّيَتْ سَنَةَ عِشْرِينَ.
قَالَ عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ : كَانَ أَبِي ، يَقُولُ : تُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ وَهِيَ ابْنَةُ ثَلاَثٍ وَخَمْسِينَ.

الصفحة 24