كتاب المستدرك للحاكم - دار المعرفة (اسم الجزء: 4)

وَيَقُولُ هَذِهِ الْجَنَّةُ وَهَذِهِ النَّارُ. وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : يَخْرُجُ مِنْ قَبْلِهِ كَذَّابٌ قَالَ : قُلْتُ : فَمَا الثَّالِثُ ؟ قَالَ : إِنَّهُ أَكْذَبُ الْكَذَّابِينَ إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ يَتْبَعُهُ حُشَارَةُ الْعَرَبِ وَسِفْلَةُ الْمَوَالِي ، أَوَّلُهُمْ مَثْبُورٌ ، وَآخِرُهُمْ مَثْبُورٌ هَلاَكُهُمْ عَلَى قَدْرِ سُلْطَانِهِمْ عَلَيْهِمُ اللَّعْنَةُ مِنَ اللهِ دَائِمَةً قَالَ : فَقُلْتُ : الْعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ ، قَالَ : وَأَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ سَيَكُونُ ، فَإِذَا سَمِعْتَ بِهِ فَالْهَرَبَ الْهَرَبَ ، قَالَ : قُلْتُ : كَيْفَ أَصْنَعُ بِمَنْ خَلَّفْتُ ؟ قَالَ : مُرْهُمْ فَلْيَلْحَقُوا بِرُءُوسِ الْجِبَالِ ، قَالَ : قُلْتُ : فَإِنْ لَمْ يُتْرَكُوا وَذَاكَ ، قَالَ : مُرْهُمْ أَنْ يَكُونُوا أَحْلاَسًا مِنْ أَحْلاَسِ بُيُوتِهِمْ ، قَالَ : قُلْتُ : فَإِنْ لَمْ يُتْرَكُوا وَذَاكَ ، قَالَ : يَا ابْنَ عُمَرَ زَمَانُ خَوْفٍ وَهَرْجٍ وَسَلْبٍ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ مَا لِهَذَا الْهَرْجُ مِنْ فَرَجٍ ؟ قَالَ : بَلَى إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ هَرْجٍ إِلاَّ وَلَهُ فَرَجٌ ، وَلَكِنْ أَيْنَ مَا يَبْقَى لَهَا ، إِنَّهَا فِتْنَةٌ يُقَالُ لَهَا الْجَارِفَةُ ، تَأْتِي عَلَى صَرِيحِ الْعَرَبِ ، وَصَرِيحِ الْمَوَالِي ، وَذَوِي الْكُنُوزِ ، وَبَقِيَّةِ النَّاسِ ، ثُمَّ تَنْجَلِيَ عَنْ أَقَلِّ مِنَ الْقَلِيلِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8612- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ ، قَالَ : كُنْتُ بِالْكُوفَةِ ، فَقِيلَ : خَرَجَ الدَّجَّالُ ، قَالَ : فَأَتَيْنَا عَلَى حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ وَهُوَ يُحَدِّثُ ، فَقُلْتُ : هَذَا الدَّجَّالُ قَدْ خَرَجَ ، فَقَالَ : اجْلِسْ ، فَجَلَسْتُ فَأَتَى عَلَيَّ الْعَرِّيفُ ، فَقَالَ : هَذَا الدَّجَّالُ قَدْ خَرَجَ وَأَهْلُ الْكُوفَةِ يُطَاعِنُونَهُ ، قَالَ : اجْلِسْ ، فَجَلَسْتُ فَنُودِيَ إِنَّهَا كَذِبَةٌ صَبَاغٌ ، قَالَ : فَقُلْنَا يَا أَبَا سَرِيحَةَ مَا أَجْلَسْتَنَا إِلاَّ لِأَمْرٍ فَحَدِّثْنَا ، قَالَ : إِنَّ الدَّجَّالَ لَوْ خَرَجَ فِي زَمَانِكُمْ لَرَمَتْهُ الصِّبْيَانُ بِالْخَذْفِ ، وَلَكِنَّ الدَّجَّالَ يَخْرُجُ فِي بُغْضٍ مِنَ النَّاسِ ، وَخِفَّةٍ مِنَ الدِّينِ ، وَسُوءِ ذَاتِ بَيْنٍ ، فَيَرِدُ كُلَّ مَنْهَلٍ ، فَتُطْوَى لَهُ الأَرْضُ طَيَّ فَرْوَةِ الْكَبْشِ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَدِينَةَ ، فَيَغْلِبُ عَلَى خَارِجِهَا وَيَمْنَعُ دَاخَلَهَا ، ثُمَّ جَبَلَ إِيلِيَاءَ فَيُحَاصِرُ عِصَابَةً مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَيَقُولُ لَهُمُ الَّذِينَ عَلَيْهِمْ مَا تَنْتَظِرُونَ بِهَذَا الطَّاغِيَةِ أَنْ تُقَاتِلُوهُ حَتَّى تَلْحَقُوا بِاللَّهِ أَوْ يُفْتَحَ لَكُمْ ، فَيَأْتَمِرُونَ أَنْ يُقَاتِلُوهُ إِذَا أَصْبَحُوا ، فَيُصْبِحُونَ وَمَعَهُمْ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ فَيَقْتُلُ الدَّجَّالَ وَيَهْزِمُ أَصْحَابَهُ ، حَتَّى إِنَّ الشَّجَرَ وَالْحَجَرَ وَالْمَدَرَ ، يَقُولُ : يَا مُؤْمِنُ هَذَا يَهُودِيٌّ عِنْدِي فَاقْتُلْهُ ، قَالَ : وَفِيهِ ثَلاَثُ عَلاَمَاتٍ : هُوَ أَعْوَرُ وَرَبُّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ ، وَمَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ يَقْرَأُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ أُمِّيٌّ وَكَاتِبٌ ، وَلاَ يُسَخَّرُ لَهُ مِنَ الْمَطَايَا إِلاَّ الْحِمَارُ ، فَهُوَ رِجْسٌ عَلَى رِجْسٍ ، ثُمَّ قَالَ : أَنَا لِغَيْرِ الدَّجَّالِ أَخْوَفُ عَلَيَّ وَعَلَيْكُمْ ، قَالَ : فَقُلْنَا : مَا هُوَ يَا أَبَا سَرِيحَةَ ؟ قَالَ : فِتَنٌ كَأَنَّهَا قِطَعُ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ، قَالَ : فَقُلْنَا : أَيُّ النَّاسِ فِيهَا شَرٌّ ؟ قَالَ : كُلُّ خَطِيبٍ مُصْقِعٍ ، وَكُلُّ رَاكِبٍ مُوضِعٍ ، قَالَ : فَقُلْنَا : أَيُّ النَّاسِ فِيهَا خَيْرٌ ؟ قَالَ : كُلُّ غَنِيٍّ خَفِيٍّ ، قَالَ : فَقُلْتُ : مَا أَنَا بِالْغَنِيِّ وَلاَ بِالْخَفِيِّ ، قَالَ : فَكُنْ كَابْنِ اللَّبُونِ لاَ ظَهْرَ فَيُرْكَبَ ، وَلاَ ضَرْعَ فَيُحْلَبَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

الصفحة 529