كتاب المستدرك للحاكم - دار المعرفة (اسم الجزء: 4)
ثُمَّ يَعْقِدُونَ بِكُلِّ نَخْلَةٍ مِنْ نَخْلِ دِجْلَةَ رَأْسَ فَرَسٍ ، ثُمَّ يُرْسِلُونَ إِلَى أَهْلِ الْبَصْرَةِ أَنِ اخْرُجُوا مِنْهَا قَبْلَ أَنْ نَنْزِلَ عَلَيْكُمْ ، فَيَخْرُجُ أَهْلُ الْبَصْرَةِ مِنَ الْبَصْرَةِ ، فَيَلْحَقُ لاَحِقٌ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ ، وَيَلْحَقُ آخَرُونَ بِالْمَدِينَةِ ، وَيُلْحَقُ آخَرُونَ بِمَكَّةَ ، وَيَلْحَقُ آخَرُونَ بِالأَعْرَابِ ، قَالَ : فَيَنْزِلُونَ بِالْبَصْرَةِ سَنَةً ، ثُمَّ يُرْسِلُونَ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ أَنِ اخْرُجُوا مِنْهَا قَبْلَ أَنْ نَنْزِلَ عَلَيْكُمْ ، فَيَخْرُجُ أَهْلُ الْكُوفَةِ مِنْهَا فَيَلْحَقُ لاَحِقٌ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ ، وَلاَحِقٌ بِالْمَدِينَةِ ، وَآخَرُونَ بِمَكَّةَ ، وَآخَرُونَ بِالأَعْرَابِ ، فَلاَ يَبْقَى أَحَدٌ مِنَ الْمُصَلِّينَ إِلاَّ قَتِيلاً أَوْ أَسِيرًا يَحْكُمُونَ فِي دَمِهِ مَا شَاءُوا ، قَالَ : فَانْصَرَفْنَا عَنْهُ وَقَدْ سَاءَنَا الَّذِي حَدَّثَنَا ، فَمَشَيْنَا مِنْ عِنْدِهِ غَيْرَ بَعِيدٍ ، ثُمَّ انْصَرَفَ الْمُنْتَصِرُ بْنُ الْحَارِثِ الضَّبِّيُّ ، فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو قَدْ حَدَّثَتْنَا فَطَعَنْتَنَا ، فَإِنَّا لاَ نَدْرِي مَنْ يُدْرِكُهُ مِنَّا ، فَحَدَّثَنَا هَلْ بَيْنَ يَدَيْ ذَلِكَ عَلاَمَةٌ ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو : لاَ تَعْدَمْ عَقْلَكَ ، نَعَمْ بَيْنَ يَدَيْ ذَلِكَ أَمَارَةٌ ، قَالَ الْمُنْتَصِرُ بْنُ الْحَارِثِ : وَمَا الأَمَارَةُ ؟ قَالَ : الأَمَارَةُ الْعَلاَمَةُ ، قَالَ : وَمَا تِلْكَ الْعَلاَمَةُ ؟ قَالَ : هِيَ إِمَارَةُ الصِّبْيَانِ ، فَإِذَا رَأَيْتَ إِمَارَةَ الصِّبْيَانِ قَدْ طَبَّقَتِ الأَرْضَ اعْلَمْ أَنَّ الَّذِي أُحَدِّثُكَ قَدْ جَاءَ ، قَالَ : فَانْصَرَفَ عَنْهُ الْمُنْتَصِرُ فَمَشَى قَرِيبًا مِنْ غَلْوَةٍ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ ، قَالَ : فَقُلْنَا لَهُ : عَلاَمَ تُؤْذِي هَذَا الشَّيْخَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ لاَ أَنْتَهِي حَتَّى يُبَيِّنَ لِي فَلَمَّا رَجَعَ إِلَيْهِ بَيَّنَهُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8619- أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ النَّرْسِيُّ ، حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَوْنٍ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ الْخَيَّاطِ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ حُذَيْفَةَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ ، فَقَالَ : أَتَتْكُمُ الْفِتَنُ تَرْمِي بِالْعَسْفِ ، ثُمَّ الَّتِي بَعْدَهَا تَرْمِي بِالرَّضْخِ ، ثُمَّ الَّتِي بَعْدَهَا الْمُظْلِمَةُ مَا فِيكُمْ رَجُلٌ حَتَّى يَرَى مَا تَرَوْنَ ، لَمْ يَرَ فِتْنَةَ الْمَسِيحِ فَيَرَاهَا أَبَدًا ، قَالَ : وَفِينَا أَعْرَابِيٌّ مِنْ رَبِيعَةَ مَا فِينَا حَيٌّ غَيْرُهُ ، قَالَ : سُبْحَانَ اللهِ يَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كَيْفَ بِالْمَسِيحِ وَقَدْ وُصَفَ لَنَا عَرِيضُ الْجَبْهَةِ مُشْرِفُ الْجِيدِ ، بَعِيدٌ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ ، فَأَنَا رَأَيْتُ حُذَيْفَةَ وَدَعَ مِنْهَا وَدَعَةً
الصفحة 535