كتاب المستدرك للحاكم - دار المعرفة (اسم الجزء: 4)

فَأَمَرَ بِهِ فَاضْطُجِعَ قَالَ : فَقَالَ لِي أَبُو سَعِيدٍ : إِنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ثُمَّ جَعَلَ صَفِيحَتَيْنِ مِنْ نُحَاسٍ بَيْنَ تَرَاقِيهِ وَرَقَبَتِهِ قَالَ : وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ : مَا كُنْتُ أَدْرِي مَا النُّحَاسُ قَبْلَ يَوْمَئِذٍ - فَذَهَبَ لِيَذْبَحَهُ ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ وَلَمْ يُسَلَّطْ عَلَيْهِ بَعْدَ قَتْلِهِ إِيَّاهُ - قَالَ : فَإِنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : - فَأَخَذَ بِيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ فَأَلْقَاهُ فِي الْجَنَّةِ وَهِيَ غَبْرَاءُ ذَاتُ دُخَانٍ يَحْسَبُهَا النَّارَ فَذَلِكَ الرَّجُلُ أَقْرَبُ أُمَّتِي مِنِّي دَرَجَةً - قَالَ : فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ : مَا كَانَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْسَبُونَ ذَلِكَ الرَّجُلَ إِلاَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى سَلَكَ عُمَرُ سَبِيلَهُ ، قَالَ : ثُمَّ قُلْتُ لَهُ : فَكَيْفَ يَهْلِكُ ؟ قَالَ : اللَّهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : فَقُلْتُ : أُخْبِرْتُ أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ هُوَ يُهْلِكُهُ ، فَقَالَ : اللَّهُ أَعْلَمُ غَيْرَ أَنَّهُ يُهْلِكُهُ اللَّهُ وَمَنْ تَبِعَهُ ، قَالَ : قُلْتُ : فَمَنْ يَكُونُ بَعْدَهُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُمْ يَغْرِسُونَ بَعْدَهُ الْغُرُوسَ وَيَتَّخِذُونَ مِنْ بَعْدِهِ الأَمْوَالَ ، قَالَ : قُلْتُ : سُبْحَانَ اللهِ أَبْعَدَ الدَّجَّالِ يَغْرِسُونَ الْغُرُوسَ وَيَتَّخِذُونَ مِنْ بَعْدِهِ الأَمْوَالَ ، قَالَ : نَعَمْ ، حَدَّثَنِي بِذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
هَذَا أَعْجَبُ حَدِيثٍ فِي ذِكْرِ الدَّجَّالِ تَفَرَّدَ بِهِ عَطِيَّةُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَلَمْ يَحْتَجُّ الشَّيْخَانِ بِعَطِيَّةَ.
8622- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، مَوْلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ ، عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تَطْلُعُ عَلَيْكُمْ قَبْلَ السَّاعَةِ سَحَابَةٌ سَوْدَاءُ مِنْ قِبلِ الْمَغْرِبِ ، مِثْلُ التُّرْسِ ، فَمَا تَزَالُ تَرْتَفِعُ فِي السَّمَاءِ حَتَّى تَمْلاَ السَّمَاءَ ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ فَيُقْبِلُ النَّاسُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ هَلْ سَمِعْتُمْ ؟ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ : نَعَمْ وَمِنْهُمْ مَنْ يَشُكُّ ، ثُمَّ يُنَادِي الثَّانِيَةَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، فَيَقُولُ النَّاسُ : هَلْ سَمِعْتُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : نَعَمْ ، ثُمَّ يُنَادِي : أَيُّهَا النَّاسُ أَتَى أَمْرُ اللهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إِنَّ الرَّجُلَيْنِ لَيَنْشُرَانِ الثَّوْبَ فَمَا يَطْوِيَانِهِ أَوْ يَتَبَايَعَانِهِ أَبَدًا ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَمْدُرُ حَوْضَهُ فَمَا يَسْقِي فِيهِ شَيْئًا ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَحْلِبُ نَاقَتَهُ فَمَا يَشْرَبُهُ أَبَدًا ، وَيَشْتَغِلُ النَّاسُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.

الصفحة 539