كتاب المستدرك للحاكم - دار المعرفة (اسم الجزء: 4)
ذِكْرُ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلٍ أُخْتِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
6896- حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ ، قَالَ : وَمِنْهُنَّ فَاطِمَةُ بِنْتُ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلٍ امْرَأَةُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ ، وَكَانَتْ قَدْ أَسْلَمَتْ قَبْلَ عُمَرَ ، وَكَانَتْ مِنْ أَوَّلِ الْمُبَايِعَاتِ بِمَكَّةَ.
6897- حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بْنُ الْمُبَارَكِ الْمُسْتَمْلِيُّ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُثْمَانَ أَبِي الْعَلاَءِ الْبَصْرِيِّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَنَّ رَجُلاً مِنْ بَنِي زُهْرَةَ لَقِيَ عُمَرَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ وَهُوَ مُتَقَلِّدٌ بِالسَّيْفِ ، فَقَالَ : إِلَى أَيْنَ تَعَمَدُ ؟ قَالَ : أُرِيدُ أَنْ أَقْتُلَ مُحَمَّدًا . قَالَ : أَفَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى الْعَجَبِ يَا عُمَرُ ، إِنَّ خَتَنَكَ سَعِيدًا وَأُخْتَكَ قَدْ صَبَوْا وَتَرَكَا دِينَهُمَا الَّذِي هُمَا عَلَيْهِ . قَالَ : فَمَشَى عُمَرُ إِلَيْهِمْ ذَامِرًا حَتَّى إِذَا دَنَا مِنَ الْبَابِ قَالَ : وَكَانَ عِنْدَهُمَا رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ : خَبَّابٌ يُقْرِئُهُمَا سُورَةَ طَهْ ، فَلَمَّا سَمِعَ خَبَّابٌ بِحِسِّ عُمَرَ دَخَلَ تَحْتَ سَرِيرٍ لَهُمَا ، فَدَخَلَ عُمَرُ فَقَالَ : مَا هَذِهِ الْهَيْنَمَةُ الَّتِي رَأَيْتُهَا عِنْدَكُمَا ؟ قَالاَ : مَا عَدَا حَدِيثًا تَحَدَّثْنَاهُ بَيْنَنَا ، قَالَ : لَعَلَّكُمَا صَبَوْتُمَا وَتَرَكْتُمَا دِينَكُمَا الَّذِي أَنْتُمَا عَلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ خَتَنُهُ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ : يَا عُمَرُ ، أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ الْحَقُّ فِي غَيْرِ دِينِكَ ، فَأَقْبَلَ عَلَى خَتَنِهِ فَوَطِئَهُ وَطْئًا شَدِيدًا قَالَ : فَدَفَعَتْهُ أُخْتُهُ عَنْ زَوْجِهَا ، فَضَرَبَ وَجْهَهَا فَأَدْمَى وَجْهَهَا ، فَقَالَتْ وَهِيَ غَضْبَى : يَا عُمَرُ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ الْحَقُّ فِي غَيْرِ دِينِكَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ ، قَالَ : فَلَمَّا يَئِسَ عُمَرُ ، قَالَ : أَعْطُونِي هَذَا الْكِتَابَ الَّذِي عِنْدَكُمْ فَأَقْرَأَهُ ، فَقَالَتْ أُخْتُهُ : إِنَّكَ رِجْسٌ وَلاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ ، قُمْ فَاغْتَسِلْ أَوْ تَوَضَّأْ الْحَدِيثَ
6898- أَخْبَرَنَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ الْجَلاَبُ ، بِهَمْدَانَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بُرْدٍ الأَنْطَاكِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحُنَيْنِيُّ ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : لَمَّا فَتَحَتْ لِي أُخْتِي ، قُلْتُ : يَا عَدُوَّةَ نَفْسِهَا أَصَبَوْتِ ؟ قَالَتْ وَرَفَعَ شَيْئًا فَقَالَتْ : يَا ابْنَ الْخَطَّابِ مَا كُنْتَ صَانِعًا فَاصْنَعْهُ فَإِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ . قَالَ : فَدَخَلْتُ فَجَلَسْتُ عَلَى السَّرِيرِ فَإِذَا بِصَحِيفَةٍ وَسَطَ الْبَيْتِ فَقُلْتُ : مَا هَذِهِ الصَّحِيفَةُ هَاهُنَا ؟ فَقَالَتْ : دَعْنَا عَنْكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ أَنْتَ لاَ تَغْتَسِلُ مِنَ الْجَنَابَةِ وَلاَ تَطْهُرُ وَهَذَا لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ.
الصفحة 59