كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 4)

سليمان) الكوفي، أخرج له مسلم.
(عن عطاء، عن ابن عباس قال: بتُّ في بيت خالتي ميمونة) جاء في رواية ضعيفة أن خالته كانت حائضًا (¬1)، ولذلك نام ابن عباس عندها بحضور (¬2) زوجها؛ بسبب مراقبة أفعال النبي - صلى الله عليه وسلم - والتعلم منه والاقتداء بأفعاله، ولو كانت طاهرة لما بات عندها (¬3) وهو معنى حسن وأدب معتبر، وكان ابن عباس سنه حين ذلك عشر سنين كما رواه أحمد (¬4)، وفي "معجم الطبراني الأوسط": أن سبب مبيته تلك الليلة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان وعد العباس بذودٍ من الإبل فأرسل ابنه (¬5) عبد الله بن عباس يتقاضاه فبات تلك الليلة وأخذ الذود (¬6).
(فقام رسول الله- صلى الله عليه وسلم - من الليل) الظاهر أن مِنْ ظرفية بمعنى في كقوله تعالى: {مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ} و (¬7) أي في يوم الجمعة، وجوَّز بعضهم التبعيض لرواية الصحيح: فلما كان في بعض الليل (¬8)، ولعله بعد نصف الليل كما في الحديث (فأطلق) أي حل سياق القربة، وهو الخيط الذي توكأ به وتعلق.
¬__________
(¬1) "المعجم"الأوسط" (650). وفي إسناده محمد بن ثابت العبدي، وهو صدوق لين الحديث، وتفرد بهذه الرواية.
(¬2) من (م). وفي بقية النسخ: لحضور.
(¬3) في (ص، س): عندنا. والمثبت من (م).
(¬4) أحمد 1/ 364.
(¬5) في (م): ولده.
(¬6) "المعجم الأوسط" (7229)، وصححه ابن خزيمة (1093).
(¬7) الجمعة: 9.
(¬8) "صحيح البخاري" (138).

الصفحة 10