كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 4)

(فتوضأ) وضوءًا يخففه عمرو ويقلله أي يصفه بالتقليل (¬1) والتخفيف، [وعمرو هو ابن الحارث المدني (¬2)] (¬3) كذا وقع عند أبي نعيم، قال ابن المنير: يخففه أي: لا يكثر الدلك. ويقلله (¬4)، أي: لا يزيد على مرة مرة (¬5).
(ثم أوكأ) بهمز آخره (القربة) دليل على أن اللغة الفصحى أوكأ السقاء بالألف أي: سد فيه بالوكاء وكيته من باب: وعد لغة قليلة (ثم قام إلى الصلاة) فيه فضيلة قيام الليل، وكان واجبًا عليه ثم نسخ (فقمت فتوضأت كما توضأ) وفي رواية للبخاري: فصنعت مثل ما صنع (¬6)، وفي رواية: فتوضأت نحوًا مما توضأ (¬7).
قال الكرماني: لم يقل مثلًا؛ لأن حقيقة (¬8) مماثلته - صلى الله عليه وسلم - لا يقدر عليها غيره (¬9)، وفيه نظر كما تقدم، ولأنه لا يلزم من إطلاق المثلية المساواة من كل جهة.
(ثم جئت فقمت عن يساره فأخذني بيمينه) فيه جواز الائتمام بمن لم
¬__________
(¬1) في (م): بالقليل.
(¬2) في (م): المصري. وعمرو هذا مصري أصله مدني.
(¬3) كذا ذكر المصنف أن عمرًا هذا وابن الحارث، وليس بسديد، وعمرو هنا هو ابن دينار المكي. وروايته في الصحيح.
(¬4) هذا اللفظ في رواية البخاري (138).
(¬5) "فتح الباري" 1/ 239.
(¬6) "صحيح البخاري" (183).
(¬7) "صحيح البخاري" (138).
(¬8) في (ص): صفته. وفي (ل): صفة.
(¬9) "شرح الكرماني" 2/ 176.

الصفحة 11