كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 4)

وفي البخاري: كان القوم يسجدون على العمامة والقلنسوة، ويداه في كمه (¬1)، أي: ويد كل واحد منهم في كمه.
ووصل هذا عبد الرزاق، عن هشام بن حسان، عن الحسن أن أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانوا يسجدون وأيديهم في ثيابهم، ويسجد الرجل منهم على قلنسوته وعمامته، وهكذا رواه ابن أبي شيبة، عن هشام (¬2).
(فإذا لم يستطع أحدنا أن يمكن وجهه) والاستطاعة الطاقة والقدرة، والمراد بالوجه هنا الجبهة كما في رواية ابن حبان: "إذا سجدت فمكن جبهتك من الأرض ولا تنقر نقرًا" (¬3)، ويدل عليه الحديث الصحيح:
¬__________
= والثاني: أن لا يضيفه إلى زمانه -صلى الله عليه وسلم-.
فإن كان من النوع الأول فالأكثرون على رفعه، وحكي عن الإسماعيلي أنه أنكر كونه مرفوعًا، وكونه مرفوعًا هو الأظهر؛ لأن الصحابي لم يكن ليضيفه لزمان النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا ليشعر أنه -صلى الله عليه وسلم- قد اطلع عليه وأقرهم بفعلهم لاسيما إن كان في القصة اطلاعه -صلى الله عليه وسلم- فهو مرفوع بلا خلاف.
وإن كان من النوع الثاني: فهو من الموقوف.
وفي المسألة مذاهب أخرى؛ فعلى من أراد الاطلاع الرجوع إلى كتب المصطلح ولا يحتمل المقام هنا أكثر من ذلك.
والحديث في "صحيح البخاري" (385)، و"صحيح مسلم" (620/ 191).
(¬1) ذكره البخاري معلقًا من كلام الحسن في باب السجود على الثوب في شدة الحر. قبل حديث (385).
ووصله ابن أبي شيبة في "المصنف" (2754).
(¬2) وصله عبد الرزاق (1566)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (2754).
(¬3) طرف حديث أخرجه ابن حبان 5/ 206 (1887) من حديث ابن عمر-رضي الله عنهما-، وضعفه النووي في "الخلاصة" 1/ 407 (1299)، وفي "المجموع" 3/ 397.

الصفحة 133