كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 4)

(مُلَيكة) بضم الميم على التصغير على المشهور، ويروى مَليكة بفتح الميم على التكثير وهي أم سليم بنت ملحان، قال أبو الحسن بن الحصار في "تقريب المدارك": أنها جدة أنس أم أبيه وجدة إسحاق أم أبيه أيضًا، وعلى هذا فلا اختلاف [إن ثبت] (¬1)، وهي في غاية البعد.
(دعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لطعام) أي: لأكل طعام ونحوه من المضافات المصححة للمعنى واللام [لتعليل (صنعته)] (¬2) لأجله فأكل منه، عطف على جملة محذوفة أي فجيء به (فأكل منه) فيه أن من دعي لوليمة (¬3) أو أضيف فلا يأكل جميع ما تقدم منه بل يبقي منه ويدل على هذا قوله منه، فإن من للتبعيض، فإنه إذا أكل الجميع توهم صاحب المنزل أنه لم يشبع منه ولم يكفه وعلى هذا فمسح الإناء مخصوص بغير الضيف. (ثم قال: قوموا) وفيه دليل على عظم تواضعه - صلى الله عليه وسلم - في إجابة دعوة الرجل والمرأة، وعلى إجابة الداعي لغير العرس، لكن إجابتها عندنا غير واجبة على الأظهر، وظواهر الأحاديث الإيجاب، قال بعض المالكية: المقصود بهذِه الدعوة: إنما كان للصلاة لهم ليتخذوا مكانه مصلى، والطعام تبع، ولهذا بدأ بالطعام قبل الصلاة (¬4)، ولكن يرده لام التعليل في قوله: لطعام.
(فلأصلي لكم) روي بكسر اللام ونصب الياء في (أصلي) على أنها
¬__________
(¬1) في (م): أن تثبت. وفي (س، ص): أنها ست.
(¬2) في (س): للتقليل منعته.
(¬3) في (م): إلى وليمة.
(¬4) في (م): الأكل. وفي (س): الأكل بالطعام قيد الصلاة.

الصفحة 15