كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 4)

التفضيل لا يستعمل إلا من الثلاثي (بأيدي إخوانكم) ورواية أحمد: "لينوا في أيدي إخوانكم" (¬1) أي: إذا جاء المصلي ووضع يده على منكب المصلي فيلين له بطبعه، وكذا إذا أمره من يُسوي الصفوف بالإشارة بيده أن يستوي في الصف، أو وضع يده على منكبه (¬2) ليستوي فيستوي بطبعه كما أمره، وكذا لو أراد أحد أن يدخل في الصف فيوسع له بلين جانبه ليدخل ولا يمنعه.
قال في "المفاتيح شرح المصابيح": وهذا أولى وأليق من معنى قول الخطابي أن معنى لين المنكب السكون والخشوع في الصلاة (¬3). والله أعلم.
[(لم يقل عيسى: بأيدي إخوانكم] (¬4)، ولا تذروا) أي تتركوا، وأماتت (¬5) العرب ماضيه ومصدره فإذا أريد الماضي قيل: تَرَكَ، ولا يستعمل منه اسم الفاعل (فُرُجَاتٍ) بالتنوين بضم الفاء والراء، جمع فرْجة بسكون الراء، ويجمع على فُرَج كغرفة وغُرُفات، وكل [منفرج بين شيئين] (¬6) فرجة. ورواية أحمد: "وسدوا الخلل فإن الشيطان يدخل فيما بينكم" (¬7). (للشيطان) فيه: الحث على المنع من كل سبب يؤدي
¬__________
(¬1) "مسند أحمد" 2/ 97.
(¬2) في (س): منكبيه.
(¬3) "معالم السنن" 1/ 159.
(¬4) سقط من (س، ل، م).
(¬5) في (ص): وأماير.
(¬6) في (م): مفرج بين الشيئين.
(¬7) "مسند أحمد" 5/ 262.

الصفحة 154