والعجلي (¬1) قيل: إنه أدرك سبعين بدريًّا، قال أبو الزاهرية عنه قال: دخلت المسجد يوم الجمعة فمررت بعوف بن مالك الأشجعي، وهو باسط رجليه فضمهما ثم قال: يا كثير أتدري لما بسطت رجلي؟ بسطتهما (¬2) رجاء أن يجيء رجل صالح وإني أرجو أن تكون رجلًا صالحًا. قال أبو مسهر: بقي إلى خلافة عبد الملك بن مروان (¬3).
[667] (ثنا مسلم بن إبراهيم، قال: ثنا أبان، عن قتادة، عن أنس، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: رصوا) بضم الراء (صفوفكم) الرص الاجتماع والانضمام، ومنه قوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} (¬4) أي: متصل بعضه ببعض بحيث لا يكون بينهم فرجة يدخل الشيطان فيها.
وفي رواية الطبراني، عن علي قال -صلى الله عليه وسلم-: "استووا وتماسوا" (¬5).
قال سُرَيج: تماسوا يعني: ازدحموا في الصلاة. وقال غيره: تماسوا: تواصلوا (¬6) (وقاربوا بينها) المقاربة ضد المباعدة، فيه: فضيلة المقاربة بين الصفوف ليشاهد كل صف أفعال ما (¬7) أمامه في الانتقالات وغيرها، وليكونوا أقرب إلى الإمام، فإن القرب منه معتبر لسماع القراءة وغيرها.
¬__________
(¬1) "تاريخ الثقات" (1410).
(¬2) في (م): بسطها. وفي (ل): بسطهما.
(¬3) انظر: "سير أعلام النبلاء" 4/ 47.
(¬4) الصف: 4.
(¬5) من (م).
(¬6) "المعجم الأوسط" (5121).
(¬7) ليست في (س).