(وحاذوا بالأعناق) أي: تكون الأعناق محاذية، ومسامتة لبعض، ولا يتقدم بعضها على بعض (فو الذي نفسي بيده إني لأرى) هذِه اللام لام الابتداء، وفائدتها توكيد مضمون الجملة، ولهذا أخروها بعد إنَّ عن (¬1) صدر الكلام كراهية ابتداء الكلام بمؤكدين، وتخلص المضارع للحال، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر بهذا حال رؤيته كما يقتضيه سياق الكلام، كذا قاله الأكثرون، واعترض ابن مالك على هذا بقوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} (¬2)، ووجدت في بعض النسخ المعتمدة، فإني لا أرى، بزيادة ألف، وإن صح هذا فهو محمول على الزيادة كما قيل في قوله تعالى: {لَا أُقْسِمُ} أن التقدير لَأُقسِمُ. قال الزمخشري: لأقسم هي لام الابتداء دخلت (¬3) على مبتدأ محذوف تقديره: لأَنا أقسم (¬4). ولم يقدرها لام القسم؛ لأنها عنده ملازمة لنون التوكيد.
ورواية أبي يعلى، عن ابن عباس، قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "تراصوا الصفوف فإني رأيت (الشيطان) تخللكم كأنها أولاد الحذف" (¬5).
(يدخل من خلل) أي من فرج (الصف كأنها) أولاد (¬6) (الحذف) (¬7)
¬__________
(¬1) في (ص): عبر.
(¬2) النحل: 124.
(¬3) في (م): أدخلت.
(¬4) "الكشاف عن حقائق التنزيل" 4/ 660.
(¬5) "مسند أبي يعلى" (2657).
(¬6) سقط من (ص).
(¬7) أخرجه النسائي 2/ 92، وأحمد 3/ 260، وصححه ابن خزيمة (1545)، =