كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 4)

لام كي والفاء زائدة كما في: زيد فمنطلق، وقيد (¬1) الفراء والأعلم (¬2) وجماعة جواز زيادتها يكون الخبر أمرًا أو نهيًا، وحمل عليه الزجاج {هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ} (¬3) والنهي: زيد فلا تضربه (¬4). والفاء في قوله تعالى: {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُد} (¬5) زائدة عند الفارسي، وقدم المنصوب على الفاء إصلاحًا للفظ كيلا تقع الفاء صدرًا، وذهب الأخفش إلى أنه قياسي، وروي بكسر اللام وحذف الياء للجزم، لكن أكثر ما يجزم بلام الأمر الفعل المبني للفاعل إذا كان للغائب ظاهرًا (¬6) [كما في] (¬7) {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ} (¬8) أو ضميرًا نحو: "مره فليراجعها" وأقل منه أن يكون مسندًا للضمير المتكلم نحو: {وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ} (¬9) ومثله في هذا الحديث: "فلأصلي لكم" وأقل من ذلك ضمير المخاطب، كقراءة: [فبذلك فلتفرحوا] (¬10) بتاء الخطاب.
فإن قيل: في إسناده إلى ضمير المتكلم أمر الشخص نفسه، فهو مستحيل. قيل: أوله السهيلي بوجهين:
¬__________
(¬1) في (م): قد.
(¬2) تكررت في (ص).
(¬3) ص: 57.
(¬4) في (ص): مقرابة. وفي (م): حصر به.
(¬5) الزمر: 66.
(¬6) "مغني اللبيب" (ص 219 - 220).
(¬7) في (ص، س): كان.
(¬8) الطلاق: 7.
(¬9) العنكبوت: 12.
(¬10) يونس: 58. وهي قراءة يعقوب من رواية رويس انظر: "تيسير التحبير" لابن الجزري (ص 400).

الصفحة 16