كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 4)

البخاري عن أبي قلابة: جاءنا مالك بن الحويرث في مسجدنا هذا فقال: إني لأصلي بكم وما أريد الصلاة (¬1)، وبوب عليه البخاري: باب من صلى بالناس وهو لا (¬2) يريد إلا أن يعلمهم.
(قال أنس: فقمت إلى حصير) يحتمل (¬3) أن يكون فعيل بمعنى مفعول، وهي تطلق على ما عمل من سعف النخل والقصب والأسل المسمى سمار (¬4)، وغير ذلك، وجمعها حصر مثل بَريد وبُرُد بضم الباء والراء وتأنيثها بالهاء آخرها عامِّيٌّ (¬5) (لنا) يحتمل أن يكون الضمير له ولأبويه (قد اسود من طول ما لبس) فيه أن الافتراش يطلق عليه (¬6) لباس؛ لأن لبس كل شيء بحسبه وإن كان لا يسمى افتراش الحصير في العرف لباسًا (¬7) حتى لو حلف لا يلبس شيئًا لا يحنث بافتراش الحصير، أو لا يلبس ثوبًا فافترشه خلافًا لمالك (¬8)، واحتج بالحديث، والشافعية: لا يحنث (¬9)؛ لأن الأيمان مبناها (¬10) العرف،
¬__________
(¬1) "صحيح البخاري" (677).
(¬2) سقط من (م).
(¬3) من (م).
(¬4) في (م): سماد.
(¬5) انظر: "المصباح المنير" [حصر].
(¬6) في (ص): على.
(¬7) في (م): لبسًا.
(¬8) انظر: "شرح النووي على صحيح مسلم" 5/ 163.
(¬9) "شرح النووي على صحيح مسلم" 5/ 163.
(¬10) في (ص): نشأها. وبياض في (ل).

الصفحة 18