كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 4)

لا تتم إلا بها، وهو كقوله - صلى الله عليه وسلم -: "الحج عرفة" (¬1). وفيه دليل على وجوبها بعينها في الصلاة.
(بيني وبين عبدي نصفين فنصفها) وصف (لي ونصفها) وصف العبدي، ولعبدي) أن أعطيه (¬2) (ما سأل) فإن النصف الثاني دعاء العبد لنفسه، والنصف الأول ثناء على الله تعالى، وفيه: بيان أدب الدعاء وهو تقديم المدح والثناء على الله.
(قال رسول الله: - صلى الله عليه وسلم - اقرؤوا) أم القرآن فحيث (يقول العبد) فيها رواية النسائي موافقة لرواية المصنف {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالمِينَ (2)} يقول الله تعالى: حمدني) بكسر الميم (عبدي) قال في "النهاية": الحمد رأس الشكر؛ لأن فيه إظهار النعمة والاعتراف بها والحمد أعم من الشكر، فهو شكر وزيادة (¬3).
و(يقول: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، يقول الله تعالى: أثنى علي عبدي) جمعهما الثناء (¬4)؛ لاشتمال اللفظين على الصفات الذاتية والفعلية.
(يقول العبد: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)} أي: يوم الحساب والجزاء (يقول الله تعالى: مجدني عبدي) قال العلماء: قوله: (حمدني
¬__________
(¬1) أخرجه الترمذي (889)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 256، وابن ماجة (3015)، وأحمد 4/ 309، وابن خزيمة (2822).
وقال الترمذي: حسن صحيح.
(¬2) في (ص، س): أعطيته.
(¬3) "النهاية": (حمد).
(¬4) من (س، ل، م).

الصفحة 554