وفي المسألة خلاف مبني على أن البسملة من الفاتحة أم لا، قال النووي: مذهبنا ومذهب الأكثرين أنها من الفاتحة، وأنها آية، وأن: {وَاهْدِنَا} وما بعدها آيتان، والأكثرون على أن المراد بالإشارة بـ (هؤلاء) الكلمات لا الآيات؛ بدليل رواية مسلم (¬1) وابن حبان (¬2): "فهذا لعبدي". قال: وهذا أحسن من الجواب بأن الجمع محمول على اثنين؛ لأن هذا مجاز عند الأكثرين فيحتاج إلى دليل على صرفه عن الحقيقة إلى المجاز (¬3). ورواية النسائي (¬4) كرواية المصنف، (ولعبدي) أعطيه جميع (ما سأل) والله أعلم.
[822] (ثنا قتيبة (¬5) بن سعيد، و) أحمد بن عمرو (بن السرح، قالا: ثنا سفيان) بن عيينة.
(عن الزهري، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت) الصحابي (يبلغ به النبي - صلى الله عليه وسلم -) قال ابن الصلاح وغيره: قول (¬6) الراوي عن الصحابي: يرفع الحديث. أو: يبلغ به النبي - صلى الله عليه وسلم - أو ينميه. حكمه عند أهل العلم حكم المرفوع صريحًا (¬7).
ورواه ابن حبان من طريق معمر، عن الزهري، عن محمود بن
¬__________
(¬1) "صحيح مسلم" (395).
(¬2) "صحيح ابن حبان" (776).
(¬3) "شرح النووي" 4/ 104.
(¬4) "سنن النسائي" 2/ 135.
(¬5) في (ص): ميسرة. والمثبت من (س، ل).
(¬6) قبلها في (س، ص، ل): هو.
(¬7) "مقدمة ابن الصلاح" 1/ 28.