كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 4)

أنازع القرآن) أي ولم يذكر: "فانتهى الناس" (¬1).
(ورواه الأوزاعي، عن الزهري وقال فيه: قال الزهري: فاتعظ الناس بذلك) أي بقوله: "ما لي أنازع القرآن" (فلم يكونوا يقرؤون معه فيما جهر به) غير أم القرآن.
(قال) المصنف: (وسمعت محمد بن يحيى) بن عبد الله بن خالد (بن فارس) الذهلي النيسابوري، شيخ البخاري (قال: قوله: ) في الحديث المتقدم (فانتهى الناس) هو (من كلام الزهري) مدرج في الحديث، وليس هو من كلام أبي هريرة.
قال النووي: وهذا مما لا خلاف فيه بينهم، وممن قال ذلك الأوزاعي، ومحمد بن يحيى الذهلي إمام أهل نيسابور، وقاله البخاري في "تاريخه"، والخطابي، وغيرهم (¬2).
وعلى تقدير أن يكون من كلام أبي هريرة فقال البغوي في "شَرح السُّنَّة": ليس فيه ما يدخل على من رأى القراءة خلف الإمام؛ لأن أبا هريرة الراوي روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج"، فقال له حامل الحديث: إني أحيانًا أكون وراء (¬3) الإمام؟ قال: اقرأها (¬4) في نفسك (¬5). والله أعلم (¬6).
* * *
¬__________
(¬1) رواه بهذه الطريق البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" (1074) (2).
(¬2) "المجموع" 3/ 368.
(¬3) في (م): خلف وراء.
(¬4) في (م): اقرأ بها. وفي (س). اقرأ.
(¬5) سلف برقم (821).
(¬6) "شرح السنة" (3/ 84).

الصفحة 574