كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 4)

الشيطان بمن كان مطيعًا لمثل هذا التلبيس. انتهى (¬1).
والمقصود أن السلف الصالح والأئمة كرهوا التنطع في مخارج الحروف والغلو في النطق بها فنسأل الله العافية من ذلك، ومن تأمل هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - وإقراره أهل البوادي وجلف الأعراب، ومن أسلم من الأعاجم على قراءتهم التي يألفونها ووصف قراءتهم مع قراءة فصحاء العرب بالحسن قوله اقرؤوا كما أنتم تقرؤون ودوموا عليها (فكل) هذا (حسن) وفيه فضيلة وأجر وثواب.
(وسيجيء أقوام) يشبه أن يكون الأقوام في قرون متوالية، في كل قرن قوم (يقيمونه) بألسنتهم (كما يقام القدح) بكسر القاف وسكون الدال، هو السهم كما يأتي في الرواية الآتية، وهو الذي يرمى به من القوس، والقدَّاح صانعه، وفي حديث عمر: كان يقومهم في الصف كما يقوم القداح القدح (¬2).
(يتعجلونه ولا يتأجلونه) (¬3) أي: يطلبون بقراءتهم الأجر عاجلًا ولا يلتفتون إلى الأجر الآجل في الدار الاخرة ولا يطلبونه. قال في "النهاية": التأجل (¬4) تفعُّل (¬5) من الأجل وهو الوقت المضروب المحدود في
¬__________
(¬1) "إحياء علوم الدين" 1/ 284.
(¬2) ذكره ابن الأثير في "النهاية" 4/ 20، وغيره من أصحاب المعاجم.
(¬3) أخرجه أحمد 3/ 397، وسعيد بن منصور في "سننه" 1/ 152، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2643). وقال الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (783): إسناده صحيح على شرط مسلم.
(¬4) في (ص): التأجيل. والمثبت من (س، ل) و"النهاية".
(¬5) في (م): تفعيل.

الصفحة 583