كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 4)

أي: بدل ذاك، ومنه قوله تعالى: {وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ (60)} (¬1) أي: بدلكم ملائكة، قال: ويجوز أن تكون "من" على أصل معناها أي الابتداء والغاية وتتعلق إما بينفع أو بالجد، والمعنى أن المجدود لا ينفعه منك الجد الذي منحته (¬2) وإنما ينفعه أن تمنحه التوفيق (¬3). قال الجوهري والأزهري: "منك" هنا بمعنى عندك (¬4) يعني كقوله تعالى: {لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا} (¬5). قاله أبو عبيدة (¬6).
(قال بشر) بن بكر التنيسي في روايته (ربنا لك الحمد) بحذف الواو (ولم يقل محمود) بن خالد (اللهم) بل (قال: ربنا ولك الحمد) قال الشافعي في "الأم": رواية "ربنا ولك الحمد" أحب إلي (¬7)، وزاد النووي في "تحقيقه": حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه (¬8)، وهو في "صحيح البخاري" (¬9) ولم يذكره الجمهور. [رواه الوليد بن مسلم، عن سعيد قال: "ربنا لك الحمد"، ولم يقل: "ولا معطي لما منعت" أيضًا. قال
¬__________
(¬1) الزخرف: 60.
(¬2) في (ص، س، ل، م): ينجيه. والمثبت من "الفائق".
(¬3) "الفائق" 1/ 193.
(¬4) "الصحاح في اللغة" (جدد).
(¬5) آل عمران: 10.
(¬6) "مجاز القرآن" 1/ 17.
(¬7) "الأم" 1/ 216.
(¬8) انظر: "المجموع" 3/ 420.
(¬9) "صحيح البخاري" (799) من حديث رفاعة بن رافع الزرقي مرفوعًا.

الصفحة 625