يقتصر على قوله ربنا لك الحمد. ولا يقول: سمع الله لمن حمده. وبه قال مالك وأحمد وأبو حنيفة، ويكون ربنا لك الحمد عقب قول الإمام: سمع الله لمن حمده. من غير فصل لحديث: "إذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا" (¬1) لأن الفاء للتعقيب.
وذهب الشافعي إلى أن المأموم يجمع بينهما، لكن لم يصح في ذلك شيء، ونقل عن ابن المنذر (¬2) أنه قال: إن الشافعي انفرد بذلك. وهذا ليس بصحيح عنه، فقد نقل في "الإشراف" عن عطاء وابن سيرين وغيرهما القول بالجمع بينهما للمأموم (¬3)، وأما المنفرد فحكى الطحاوي (¬4) وابن عبد البر (¬5) الإجماع على أنه يجمع بينهما، وجعله الطحاوي حجة لكون الإمام يجمع بينهما للاتفاق على اتخاذ حكم الإمام والمنفرد لكن أشار صاحب "الهداية" (¬6) إلى خلاف عندهم في المنفرد والله أعلم.
* * *
¬__________
(¬1) متفق عليه وقد سبق تخريجه.
(¬2) انظر: "الأوسط" 4/ 354.
(¬3) "الإشراف" 2/ 30.
(¬4) "شرح معاني الآثار" 1/ 238.
(¬5) "التمهيد" 6/ 148.
(¬6) "الهداية شرح البداية"1/ 49.