كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 4)

(فوجدت قيامه كركعته وسجدته) فيه دليل على تخفيف القراءة في القيام فإنه شبهه بالركعة والسجدة وإطالة الركوع والسجود، وهذا محمول على بعض الأحوال، وإلا [فقد ثبتت] (¬1) الأحاديث الصحيحة بتطويل القيام، وأنه -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في الصبح بالستين إلى المائة (¬2) وفي الظهر بـ {الم (1) تَنْزِيلُ} السجدة (¬3)، وأنه كان تقام الصلاة فيذهب الذاهب إلى البقيع فيقضي حاجته ثم يرجع إلى أهله ويتوضأ ثم يأتي المسجد فيدرك الركعة الأولى من الصلاة (¬4)، وفي البخاري أنه قرأ في المغرب بالأعراف (¬5).
(و) وجدت (اعتداله) بنصب اللام (في الركعة) في بمعنى من كما تقدم في قول الشاعر:
ثلاثين شهرًا في ثلاثة أحوال
أي: من ثلاثة أحوال (¬6) (كسجدته، وجلسته) بفتح الجيم للمرة وكسرها للهيئة (بين السجدتين) فيه أن الاعتدال ركن طويل كما
¬__________
(¬1) في (ص، س، ل): تقدمت.
(¬2) رواه البخاري (541)، ومسلم (461) من حديث أبي برزة.
(¬3) رواه مسلم (452) من حديث أبي سعيد الخدري.
(¬4) رواه مسلم (454) من حديث أبي سعيد الخدري.
(¬5) "صحيح البخاري" (764) من حديث زيد بن ثابت، ولفظه عن مروان بن الحكم قال: قال لي زيد بن ثابت: ما لك تقرأ في المغرب بقصار وقد سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ بطولي الطوليين؟ وسبق برقم (812) تفسير الطوليين أنهما الأعراف والأنعام أو المائدة والأعراف.
(¬6) سقطت من (س، م).

الصفحة 639