كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 4)

(وهذا لفظ ابن المثنى) قال: (حدثني سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه) أبي سعيد كيسان المقبري.
(عن أبي هريرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل المسجد فدخل رجل) هو خلاد بن رافع جد علي بن يحيى أحد رواة هذا الحديث؛ روى ابن أبي شيبة (¬1)، عن عباد بن العوام، عن محمد بن عمرو، عن علي بن يحيى، عن رفاعة: إن خلادًا دخل المسجد.
وروى أبو موسى في "الذيل" من جهة ابن عيينة، عن ابن عجلان، عن علي بن يحيى بن عبد الله بن خلاد، عن أبيه، عن جده، أنه دخل المسجد، انتهى، وفيه أمران: زيادة عبد الله في نسب علي بن يحيى، وجعل الحديث من رواية خلاد جد علي، وما وقع عند الترمذي: إذ جاء رجل كالبدوي فصلى فأخف صلاته (¬2). فهذا لا يمنع تفسيره بخلاد؛ لأن رفاعة شبهه بالبدوي لكونه أخف الصلاة أو لغير ذلك (فصلى) زاد النسائي من رواية داود بن قيس: ركعتين (¬3)، وفيه إشعار بأنه صلى نفلًا والأقرب أنها تحية المسجد.
وروى ابن أبي شيبة من رواية أبي خالد: وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يرمقه ونحن لا نشعر (¬4)، كأنه قال: ولا نشعر بما يعيب فيها.
(ثم جاء فسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم -) وفي رواية أبي أسامة: "فجاء
¬__________
(¬1) "مصنف ابن أبي شيبة" (2540)، وليس فيه أن خلادًا دخل المسجد. ومن طريقه رواه ابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" 2/ 583.
(¬2) "سنن الترمذي" (302) من حديث رفاعة بن رافع.
(¬3) "المجتبى" 3/ 60.
(¬4) "مصنف ابن أبي شيبة" (2975).

الصفحة 647