كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 4)

الثلاث في تعليمه غالبًا، وفيه دليل على تكرار السلام إذا ولى بظهره عن المسلم عليه، وإعادة السلام عليه وإن لم يخرج من الموضع إذا وقعت صورة انفصال.
(فقال الرجل: والذي بعثك بالحق) فيه جواز الحلف من غير استحلاف، وأن قوله: والذي بعثك بالحق، والذي أرسلك بالمعجزات، ونحوهما مما (¬1) ينعقد به اليمين.
(ما أحسن غير هذا) وفيه الاعتراف بالتقصير والتسليم للعالم والانقياد له.
(علمني) لفظ الصَّحيحين: "فعلمني" (¬2). وفي رواية يحيى بن علي: "فقال الرجل: فأرني وعلمني. إنما أنا بشر أصيب وأخطئ فقال: "أجل" (¬3).
وفيه دليل على الاعتراف بحكم البشرية في جواز الخطأ عليه.
(قال: إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرأ) فيه أن القيام إلى الصلاة ليس مقصودًا لذاته، وإنما يقصد للتكبير والقراءة، وفيه تأخير البيان في المجلس للمصلحة، وقد استشكل تقرير النبي - صلى الله عليه وسلم - له على صلاته وهي فاسدة على القول بأنه أخل ببعض الواجبات، وأجاب المازري بأنه أراد استدراجه بفعل ماجهله (¬4) مرات لاحتمال أن يكون فعله
¬__________
(¬1) من (م).
(¬2) "صحيح البخاري" (757)، ولفظ مسلم: علمني.
(¬3) أخرجه الترمذي (302)، وابن خزيمة في "صحيحه" (545).
(¬4) في (ص، س، ل): جعله.

الصفحة 649