كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 4)

(ما تيسر من (¬1) القرآن) لم تختلف الروايات في هذا عن أبي هريرة، وأما رفاعة ففي رواية إسحاق: "ويقرأ ما تيسر (¬2) من القرآن مما علمه الله" (¬3). ومعنى ما تيسر الإتيان بالفاتحة، فإن بيان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد عين بما لا تجزئ الصلاة إلا به من القرآن حيث (¬4) يسره كما قال الله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ} (¬5) أو على ما زاد على الفاتحة بعدها أو يحمل على من عجز عن الفاتحة.
(ثم اركع حتى تطمئن راكعًا) وفي رواية: "حتى تطمئن مفاصله وتسترخي" (¬6) قال الرافعي: قوله: (حتى تطمئن راكعًا) يشعر بأن الطمأنينة ليست ركنًا مستقلًا بل هيئة تابعة للركن، ومنهم من جعلها أركانًا مستقلة (¬7). وبه جزم النووي في "التحقيق" واعلم أن الطمأنينة [سكون بعد] (¬8) حركة، فلابد هنا أن يصبر حتى تستقر أعضاؤه في حال ركوعه، وينفصل هويّه عن ارتفاعه منه.
(ثم ارفع حتى تعتدل) وفي رواية ابن نمير عند ابن ماجه (¬9): "حتى
¬__________
(¬1) في (م): (معك منه).
(¬2) زاد في (ص، س): معك.
(¬3) أخرجه النسائي 2/ 225.
(¬4) في (ص، س): حين.
(¬5) القمر: 17.
(¬6) سيأتي قريبا برقم (858).
(¬7) "الشرح الكبير" للرافعي 3/ 255.
(¬8) من (س، ل، م).
(¬9) "سنن ابن ماجه" (1060).

الصفحة 651