كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 4)

(ثم اجلس حتى تطمئن جالسًا)، ويأتي فيه الكلام على قوله: "ثم اركع". وفي رواية إسحاق المذكورة: "ثم يكبر فيرفع حتى يستوي قاعدًا على مقعدته، ويقيم صلبه" (¬1)، وفي رواية محمد بن عمرو: "فإذا رفعت رأسك فاجلس على فخذك اليسرى" (¬2).
(ثم افعل ذلك في صلاتك كلها) وفي رواية محمد بن عمرو: "ثم اصنع ذلك في كل ركعة وسجدة".
قال ابن دقيق العيد: تكرر من الفقهاء الاستدلال بهذا الحديث على وجوب ما ذكر فيه، وعلى عدم وجوب ما لم يذكر فيه، أما الوجوب فلتعلق الأمر به، وأما عدمه فليس لمجرد كون الأصل عدم الوجوب بل لكون الموضع موضع تعليم وبيان للجاهل، وذلك يقتضي انحصار الواجبات فيما ذُكِر، ويتقوى ذلك بكونه ذكر ما تعلقت به الإساءة من هذا المصلي وما لم يتعلق به، فدل على أنه لم يقصر المقصود على ما وقعت فيه الإساءة قبل (¬3)، قال: فكل موضع اختلف الفقهاء في وجوبه وكان مذكورًا في هذا الحديث فلنا أن نتمسك به في وجوبه، وبالعكس (¬4).
لكن يحتاج [إلى جمع] (¬5) طرقه، فمما لم يذكر فيه من الواجبات
¬__________
(¬1) السابق.
(¬2) أخرجه أحمد 4/ 340، وابن حبان في "صحيحه" (1787).
(¬3) ليست في (م).
(¬4) "إحكام الأحكام" 1/ 166 - 167.
(¬5) تكررت في (م).

الصفحة 653