كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 4)

(وقال: إذا سجدت فمكن لسجودك) اللام للتعليل أي: لأجل سجودك كقوله تعالى: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8)} (¬1)، ويحتمل أن تكون بمعنى في كقوله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} (¬2)، وقال تعالى: {يَقُولُ يَاليْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} (¬3)، وقيل: للتعليل، أي: لأجل حياتي، والتقدير: فمكن جبهتك بالأرض في حال سجودك، وفي رواية البزار المتقدمة: ثم أثبت جبهته (¬4) في الأرض حتى إني أرى (¬5) أنفه في الأرض.
(فإذا رفعت) رأسك (فاقعد على فخذك) وروى الطبراني في "الكبير": كان إذا جلس في آخر صلاته اعتمد على فخذه اليسرى، ويده اليمنى على فخذه اليمنى، ويشير بإصبعه إذا دعا (¬6). والمراد بالفخذ هنا الرّجل؛ لرواية أبي حميد في "الصحيح" أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جلس فافترش رجله اليسرى، وأقبل بصدر اليمنى على قبلته (¬7). كما تقدم.
[850] (ثنا مؤمل بن هشام) اليشكري البصري شيخ البخاري، قال (ثنا إسماعيل) بن إبراهيم ابن علية (عن محمد بن إسحاق) صاحب "المغازي" قال: (حدثني علي بن يحيى بن خلاد بن رافع، عن أبيه)
¬__________
(¬1) العاديات: 8.
(¬2) الأنبياء: 47.
(¬3) الفجر: 24.
(¬4) في (ص، س): جبهتك.
(¬5) سقط من (ص).
(¬6) "المعجم الكبير" للطبراني 20/ 74 (139).
(¬7) سبق تخريجه.

الصفحة 662