كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 4)

(قال: ثم ركع بقدر قيامه) لفظ النسائي: ثم ركع فمكث راكعًا بقدر قيامه (¬1). وفيه فضيلة تطويل الركوع والسجود.
(يقول في ركوعه: سبحان ذي الجبروت) من جبر الفقير، قال بعض المتأخرين يقال في الآدمي: جبرؤت بالهمز؛ لأن زيادة الهمزة تؤذن بزيادة الصفة، وتجددها مأخوذ من كلام "التهذيب" (¬2) للأزهري فإنه مهموز في صفات الآدمي والهمز للفرق بين صفة الله وصفة الآدمي، وهو فرق حسن هو فعلوت (¬3) من الجبر وهو القهر يقال: جبرت وأجبرت بمعنى قهرت، وفي الحديث: "ثم يكون ملك، وجبروت (¬4) " (¬5)، أي: عتو (¬6) وقهر، يقال: جبار بين الجبرية والجبروة والجبروت (والملكوت) والرهبوت اشتق (¬7) من الملك والرهبة، وهي الخوف كالجبروت فيما تقدم.
(والكبرياء) تكرر ذكرها في الحديث، وهي من الكبر بكسر الكاف وهي العظمة، ويقال: منه كبر بضم الكاف، أي: عظم، والكبرياء قيل: هي العظمة والملك (¬8) فعلى هذا هو من الأسماء المترادفة، وقيل: هي عبارة عن كمال الذات والوجود، ولا يوصف بها (¬9) إلا الله تعالى.
¬__________
(¬1) "سنن النسائي" 2/ 223.
(¬2) "تهذيب اللغة": (جبر).
(¬3) في (ص): فعول.
(¬4) في النسخ الخطية: جبروه. والمثبت كما في "سنن الدارمي".
(¬5) أخرجه الدارمي في "سننه" (2146).
(¬6) في (ص، س، ل): عنوة.
(¬7) في (س، ل، م): اسم.
(¬8) من (م).
(¬9) سقط من (م).

الصفحة 685