كتاب الخلافيات بين الإمامين الشافعي وأبي حنيفة وأصحابه ت النحال (اسم الجزء: 4)

الرِّيحُ حَتَّى أَلْقَتْهُ بِجَبَلَيْ (¬1) طَيِّئٍ، وَجَاءَ رَسُولُ ابْنِ الْعَلْمَاءِ صَاحِبِ (¬2) أَيْلَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِكِتَابٍ وَأَهْدَى لَهُ بَغْلَةً بَيْضَاءَ، فَكَتَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَهْدَى لَهُ بُرْدًا، ثُمَّ أَقْبَلْنَا حَتَّى قَدِمْنَا إِلَى وَادِي الْقُرَى، فَسَأَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمَرْاةَ عَنْ حَدِيقَتِهَا كَمْ بَلَغَ ثَمَرُهَا [فَقَالَتْ] (¬3): عَشَرَةَ أَوْسُقٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنِّي مُسْرِعٌ (¬4)، فَمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ فَلْيُسْرِعْ (¬5)، وَمَنْ شَاءَ فَلْيَمْكُثْ". فَخَرَجْنَا حَتَّى أَشْرَفْنَا عَلَى الْمَدِينَةِ فَقَالَ: "هَذِهِ طَابَةٌ، وَهَذَا أُحُدٌ وَهُوَ جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ". ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ خَيْرَ دُورِ الْأَنْصَارِ دَارُ بَنِي النَّجَّارِ، ثُمَّ دَارُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، ثُمَّ دَارُ بَنِي الْحَارِثِ، ثُمَّ دَارُ بَنِي سَاعِدَةَ، وَفِي كُلِّ دُورِ الْأَنْصَارِ خَيْرٌ"، فَلَحِقَنَا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ (¬6)، فَقَالَ أَبُو أُسَيْدٍ (¬7): أَلَمْ تَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَيَّرَ دُورَ الْأَنْصَارِ فَجَعَلَنَا آخِرًا. فَأَدْرَكَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، خَيَّرْتَ دُورَ الْأَنْصَارِ فَجَعَلْتَنَا آخِرًا، فَقَالَ: "أَوَلَيْسَ بِحَسْبِكُمْ أَنْ تَكُونُوا مِنَ الْخِيَارِ؟ ".
¬__________
(¬1) في (س): "بجبل"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من صحيح مسلم، ودلائل النبوة (5/ 238).
(¬2) في (س): "أصحاب".
(¬3) في (س): "ثلاث".
(¬4) تقرأ في (س): "متبرع".
(¬5) في (س): "فليتبرع".
(¬6) في شرح القسطلاني: "فلحقْنا بسكون القاف، سعد بن عبادة بنصب سعد على المفعولية. . . ولأبي ذر: فلحقَنا بفتح القاف بصيغة الماضي، ونا مفعول، سعد بن عبادة بالرفع فاعله" (6/ 153).
(¬7) في (س): "أبو السيد".

الصفحة 345