وسبعين وأربعمائة وجماعة من شيوخي من أهل الحربية كتبت عنهم مثل أبى القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف الحربي، روى عن أبى الحسين بن الغريق وأبى جعفر بن المسلمة وأبى بكر الخياط وأبى الحسين بن النقور وطبقتهم، سمع منه والدي مجلسا من إملاء أبى محمد بن هزارمرد الصريفيني الخطيب بالمدينة، وسمعت منه، وتوفى ببغداد في سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة وأبو حفص عمر بن على بن عبد الله الحربي، شيخ صالح عفيف من أهل القرآن، عنده الحديث من جماعة من المتأخرين الذين سمعوا من أصحاب المحاملي كابن البطر وابن طلحة النعالى، سمعت منه، وجماعة قريبة من عشرة أنفس من أهل الحربية كتبت عنهم كلهم صلحاء أعفة، والله تعالى يرحمهم ومن القدماء المشهورين أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن بشير بن عبد الله بن ديسم الحربي، من أهل بغداد، وكان يقول أمى تغلبية وكان أخوالى نصارى [أكثرهم-[1]] فقيل لم سميت الحربي؟ فقال صحبت قوما من الكرخ على الحديث، وعندهم ما جاز قنطرة العتيقة من الحربية فسموني الحربي بذلك، قال قطائعنا في المراوزة- يعنى عندنا في الكابلية- قال كان لي فيها اثنتان وعشرون [2] دارا وبستان، وكان يصف محلة محلة [3] ودارا دارا، قال فبعتها وأنفقتها على الحديث. وكان إبراهيم إماما في العلم رأسا في الزهد عارفا بالفقه بصيرا بالأحكام حافظا للحديث مميزا لعلله فيما بالأدب
__________
[1] من تاريخ بغداد ج 6 رقم 3059.
[2] في ك «اثنتين وعشرين» .
[3] في التاريخ «نخلة نخلة» .