كتاب الدر الفريد وبيت القصيد (اسم الجزء: 4)

3635 - الشَّيْبُ كُرْهٌ وكُرْهٌ أَنْ يُفَارِقَنِي ... أُعْجِبْ بِشَيْءٍ عَلَى البَغْضَاءَ مُوْدُوْدُ
بَعْدهُ:
يَمْضِي الشَّبَابُ وَيَأتِي بَعْدَهُ خَلَفٌ ... وَالشَّيْبُ يَذْهَبُ مَفْقُوْدًا بِمَفْقُوْدِ
وَيُرْوَيَانِ لِبَشَّارٍ. وَمِنَ البَيْتِ الأَوَّلِ أَخَذَ القَائِلُ (¬1):
وَلِي صَاحِبٌ مَا كُنْتُ أَهْوَى اقْتِرَابُهُ ... فَلَمَّا التقَيْنَا كَانَ أَكْرَمَ صَاحِبِ
عَزِيْزٌ عَلَيَّ أَنْ يُفَارِقُ بَعْدَمَا ... تَمَنَّيْتُ دَهْرًا أَنْ يَكُوْنَ مُجَانِبِي
وَكَذَلِكَ قَوْلُ أَبِي الفتح البُسْتِيّ (¬2).
يَا شِيْبتي دُوْمِي وَلَا تترحلّي ... وَتَيَقَّنِي أَنِّي بِوَصْلِكِ مُوْلَعُ
قَدْ كُنْتُ أَجْزَعُ مِنْ حُلُوْلكَ مَرَّةً ... فالآنَ مِنْ خَوْفِ ارْتِحَالِكَ أَجْزَعُ
وَقَالَ طَرِيْحٌ (¬3):
الشَّيْبُ غَايَةَ مَنْ تَأَخَّرَ حِيْنُهُ ... لَا يَسْتَطِيْعُ دِفَاعَهُ مَنْ يَجْزَعُ
وَالشَّيْبُ لِلحُلمَاءِ مِنْ صِفَةِ الصّبَى ... بَدَلَّ تَكُوْنُ لَهُ الفَضِيْلَةُ مقنعُ
إِنَّ الشَّبَابَ لَهُ لَذَاذَةُ حدّهِ ... وَالشَّيْبُ مِنْهُ فِي المَغَبَّةِ أَنْفَعُ
لَا يُبْعِدُ اللَّهَ الشَّبَابَ وَمَرْحَبًا ... بِالمَشِيْبِ حِيْنَ أَرَى إِلَيْهِ المَرْجِعُ

العُتْبِيُّ: [من البسيط]
3636 - الشَّيْبُ لِي وَاعِظٌ لَوْ كُنْتُ مُتَّعِظًا ... وَفِي التَّجَارِبِ لِي نَاهٍ وَمُزْدَجِرُ

[من البسيط]
3637 - الشَّيْبُ مَوْتٌ وَلَكِنْ فِي إِمَاتَتِهِ ... مَحْيَا لَيَالٍ قَلِيْلَاتٍ وَأَيَّامِ
¬__________
3635 - البيتان في ديوان صريع الغواني: 311.
(¬1) البيتان في زهر الآداب: 4/ 971.
(¬2) البيتان في ديوان أبي الفتح البستي: 272، 273.
(¬3) الأبيات في شعراء أمويون (طريح): ق 3/ 293.
3637 - البيت في التمثيل والمحاضرة: 388.

الصفحة 109