كتاب الدر الفريد وبيت القصيد (اسم الجزء: 4)

بَعْدهُ:
وَاسْتَقْبلِ اليَوْمَ الجَّدِيْدَ بِتَوْبَةٍ ... تَمْحُو ذُنُوْبَ صَحِيْفَةِ الأمْسِ
فَلْيَفْعَلَنَّ بِوَجْهِكَ الغَضُّ البَلَى ... فِعْلَ الظَّلَامِ بِصُوْرَةِ الشَّمْسِ

البُحْتُرِيُّ: [من البسيط]
3328 - اقْبَلْ مَعَاذِيْرَ مَنْ يَأتِيْكَ مُعْتَذِرًا ... إِنْ بَرَّ عِنْدَكَ فِيْمَا قَالَ أَو فَجَرَا
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ لَمْ يَقْبَلْ مِنْ مُتَنَصِّلٍ عُذْرًا صادِقًا كَانَ أَو كَاذِبًا لَمْ يَرِدْ عَلَيَّ الحَوْضَ.
* * *

قَوْلُ البُحْتُرِيّ: أَقْبِلْ مَعَاذِيْرَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ
فَقَدْ أَطَاعَكَ مَنْ أَرْضاكَ ظَاهِرُهُ ... وَقَدْ أَجَلَّكَ مَنْ يَعْصِيْكَ مُسْتَتِرَا
وَلَمَّا سَمِعَ خَالِدُ بن يَزِيْد المُهَلَّبِيّ هَذَيْنِ البَيْتَيْنِ قَالَ:
خَيْرُ الجلِيْسَيْنِ مَنْ أَغْضَى لِصاحِبِهِ ... وَلَو أَرَادَ انْتِصَارًا مِنْهُ لانتصرَا
وَاللَّوْمُ أَنْ يَبْخَسَ الأَكْفَاءَ حَقَّهُمُ ... بِالجاهِ إِنْ زَادَ أَو بِالمَالِ إِنْ كَثُرَا
وَلَا تَقُلْ أَن لِي دُنْيَا أَصُوْلُ بِهَا ... وَإِنَّمَا لَكَ مِنْهَا حُسْنَ مَا ذُكِرَا
إِصبر إِلَى الدَّهْرِ إِنَّ الدَّهْرَ ذُو غِيَرٍ ... وَإِنَّمَا الدِّيْنُ وَالدُّنْيَا لِمَنْ صبَرَا
وَأَنْشَدَ مِسْعَرُ بنُ كِدَامٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ (¬1):
أقبِل مِنَ الدَّهْرِ يَومًا مَا أَتَاكَ بِهِ ... وَاصبِرْ لِرَيْب زَمَانِ السُّوْءِ إِنْ عَثَرَا
مَا لامْرِئٍ فَوْقَ مَا يَجْرِي القَضاءُ بِهِ ... فَالهَمّ فَضْلٌ وَخَيْرُ النَّاسِ مَنْ صبَرَا
يا رُبَّ سَاعٍ لَهُ فِي سَعْيِهِ أَمَل ... يَفْنَى وَلَمْ يقضِ مِنْ تأمِيْلِهِ وَطَرَا
مَا ضَاقَ طَعْمُ الغِنَى مَنْ لَا قنُوْعَ لَهُ ... وَلَنْ تَرَى قَنِعًا مَا عِشْتَ مُفْتَقِرَا
¬__________
3328 - البيتان في ديوان البحتري: 2/ 1105.
(¬1) لباب الآداب لأسامة 359.

الصفحة 26