كتاب الدر الفريد وبيت القصيد (اسم الجزء: 4)

يَا مَنْ أَتَى زَائِرِي يَوْمًا فَشَرَّفَنِي ... لَا أَصغَرَ اللَّهُ مِن مَوْلَاي [ممشاهُ]
عِنْدِي حَدِيْثٌ أُرِيْدُ الآنَ أَذْكُرُهُ ... وَأَنْتَ تَعْلَمُ دُوْنَ الخَلْقِ [فحواهُ]
* * *

وَمِنْ بَاب (أَقُوْلُ) قَوْلُ مَنْصوْرُ بن بَاذانِ الأصْفَهَانِيّ فِي أَخِيْهِ خُشْنَامَ وَكَانَ خَطِيْبُ البَلْدَةِ يَهْجُوْهُ (¬1):
أَقُوْلُ غَدَاةَ العِيْدِ وَالنَّاسُ شَهْدٌ ... وَمِنْبَرُنَا عَالِي البنَاءِ رَفِيْعُ
لَعُمْرِي لَئِنْ أَضْحَى رَفِيْعًا فَإِنَّـ ... ـهُ بِمَنْ يَرْتَقِي أَعْوَادَهُ لَوَضِيْعُ
وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ:
أَقُوْلُ كَمَا يَقُوْلُ حِمَارُ سُوْءٍ ... وَقَدْ سَامُوْهُ حِمْلًا لَا يُطِيْقُ
سَأَصْبرُ وَالأُمُوْرُ لَهُ اتِّسَاعٌ ... كَمَا أَنَّ الأُمُوْرَ لَهَا مَضِيْقُ
فَأَمَّا أَنْ أَمُوْتَ أَو المُكَارِي ... وَإِمَّا يَنْقَضي هَذَا الطَّريِقُ
وَمِنْهُ قَوْلُ المَعَرِّيّ:
أَقُوْلُ لِدُنْيَا قَدْ سَئِمْتُ فِعَالِهَا ... وَأَخْلَاقِهَا لا تَرْفَعِيْنِي بَلَى حُطِّي
وَدُوْنكِ دَفْعُ النّاقِصِيْنَ وَكُلّ مَنْ ... يَدلّ بِخَطٍّ وَهُو يَجْهَلُ مَا خُطِّي
فَمَا الخطُّ إِلَّا الحَظُّ صُحّفَ لَفْظَهُ ... فَمَنْ كَانَ ذَا حَظٍّ فَذَلِكَ ذُو خَطِّ
فَبِالخَطِّ بَيْنَ النَّاسِ أَنْتَ مُخْطَاءٌ ... وَبِالخَطِّ صَوِّب رَأيٍ مَن شِئْتَ أَو خَطِي
قريب من هذا اللفظ:
هو الخط لا حلّ لديه ولا ربط ... ولا أحد يعطيك حظًا ولا خَطُّ
وما العلم والآداب إلا منابح ... كأرضٍ بها خصيب وأرض ما تحطّ
يحط صروف الدهر كل مهذبٍ ... وترفع نذلًا يُستحقُ له الخط
فلا خير في الدنيا ولا في نعيمها ... إذا حطّت البازات وارتفع البطّ
وَمِثْلُهُ قَوْلُ آخِرُ:
¬__________
(¬1) البيتان في محاضرات الأدباء: 1/ 178.

الصفحة 45