كتاب الدر الفريد وبيت القصيد (اسم الجزء: 4)

مَا يُوَافِقُهَا مِنْ ذَلِكَ فَجَلَسَ بِفَنَاءِ الخَبَاءِ يَوْمًا وَهِيَ تَسْمَعُ كَلَامَهُ فَجَعَلَ يَقُوْلُ مُنْشِدًا (¬1):
يَا أُخْتَ خَيْرِ البَدْوِ وَالحَضَارَه ... كَيْفَ تَرِيْنَ فِي فَتَى فَزَارَه
أَصْبَحَ يَهْوَى حُرَّةً مِعْطَارَه ... إِيَّاكِ أَعْنِي إِسْمَعِي يَا جَارَه
فَلَمَّا سَمِعَتْ قَوْلَهُ عَرفَتْ أَنَّهُ إِيَّاهَا يَعْنِي فَقَالَتْ مَاذَا بِقَوْلِ ذِي عَقْلٍ أَرِيْبٍ ولَا رَأيٍ مُصِيْبٍ وَلَا أَنْفٍ نَجِيْبٍ فَأَقِمْ مَا قُمْتَ مُكَرَّمًا ثُمَّ ارْتَحِلْ إِذَا شِئْتَ مُسَلَّمًا.
وَيُقَالُ أَنَّهَا أَجَابَتْهُ نَظْمًا فَقَالَتْ:
إِنِّي أَقُوْلُ يَا فَتَى فَزَارَه ... لَا أَبْتَغِي الزَّوْجَ وَلَا الدَّعَارَه (¬2)
وَلَا فرَاق أَهْل هَذِي الحَارَه ... فَارْحَلْ إِلَى أهَلِكَ بِاسْتِخَارَه
فَاسْتَحْيَا الفَتَى وَقَالَ مَا أَرَدْتُ مُنْكَرًا وأتَاهُ غالب استحب من تصرمها إِلَى تهمته فارتحل. . . . وأكْرَمَهُ فَلَمَّا رَجعَ نَزلَ بِأَخِيْهَا فتطلعت إِلَيْهِ نفسها وَكَانَ جَمِيْلًا. . . . والدَّهْرُ فَانِي بِزَيِّهِ عَلَى مَا تُرِيْدُ فَخَطَبَهَا وَتَزَوَّجَهَا وَسَارَ بِهَا إِلَى قَوْمِهِ. يُضْرَبُ لِمَنْ يُكَلِّمُ بِكَلَامٍ يُرِيْدُ غَيْرهُ.

العَبَّاسُ بنُ الأَحْنَفِ: [من الكامل]
3507 - الحُبُّ أَوَّلُ مَا يَكُوْنُ ... تَأتِي بِهِ وَتَسُوْقُهُ الأَقْدَارُ
بَعْدهُ:
الحب أول ما يكون لجاجة. البيت.
فَإِذَا نَظَرْتَ إِلَى المُحِبِّ عَرَفْتَهُ ... فترَى عَلَيْهِ مِنَ الهَوَى آثَارُ
حَتَّى إِذَا اقتحَمَ الفَتَى لُججِ الهَوَى ... جَاءتْ أُمُوْرٌ لَا تُطَاقُ كِبَارُ
قُلْ مَا بَدَا لَكَ أَنْ تَقُوْلَ فربما ... سَاقَ البَلَاءَ إِلَى الفَتَى المِقْدَارُ

عُلَيَّةُ بِنْتُ المَهْدِيِّ: [من الكامل]
3508 - الحُبُّ أَوَّلُ مَا يَكُوْنُ لِحَاجَةً ... فَإِذَا تَمَكَّنَ صَارَ شُغْلًا شَاغِلَا
¬__________
(¬1) البيتان في مجمع الأمثال: 1/ 49.
(¬2) البيتان في مجمع الأمثال: 1/ 49.
3508 - البيتان في أشعار أولاد الخلفاء (عليه): 80.

الصفحة 73