كتاب أبحاث هيئة كبار العلماء (اسم الجزء: 4)

قال: «كان المشركون يحبون أن يظهر أهل فارس على الروم؛ لأنهم وإياهم أهل أوثان، وكان المسلمون يحبون أن يظهر الروم على فارس؛ لأنهم أهل كتاب، فذكروه لأبي بكر رضي الله عنه فذكره أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما إنهم سيغلبون. فذكروه لهم، فقالوا: اجعلوا بيننا وبينك أجلا، فإن ظهرنا كان لنا كذا وكذا، وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا، فجعل أجل خمس سنين، فلم يظهروا، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ألا جعلت إلى دون العشر"- قال سعيد: والبضع: ما دون العشر- قال: ثم ظهرت الروم بعد، قال فذلك قوله: قال سفيان: سمعت أنهم ظهروا عليهم يوم بدر (¬6) » . قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وفي [جامعه] أيضا عن نيار بن مكرم الأسلمي، قال: «لما نزلت: إلى قوله: وكانت فارس يوم نزلت هذه الآية قاهرين للروم، وكان المسلمون يحبون ظهور الروم عليهم؛ لأنهم وإياهم أهل كتاب، وفي ذلك قوله تعالى: وكانت قريش تحب ظهور فارس؛ لأنهم وإياهم ليسوا بأهل كتاب، ولا إيمان ببعث، فلما أنزل الله هذه الآية خرج أبو بكر الصديق يصيح في نواحي مكة فقال ناس من قريش لأبي بكر: فذلك بيننا وبينكم بزعم صاحبك أن الروم ستغلب فارس في بضع
¬__________
(¬1) سنن الترمذي تفسير القرآن (3193) .
(¬2) سورة الروم الآية 1 (¬1) {الم}
(¬3) سورة الروم الآية 2 (¬2) {غُلِبَتِ الرُّومُ}
(¬4) سورة الروم الآية 3 (¬3) {فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ}
(¬5) سورة الروم الآية 4 (¬4) {فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ}
(¬6) سورة الروم الآية 5 (¬5) {بِنَصْرِ اللَّهِ}
(¬7) سنن الترمذي تفسير القرآن (3194) .
(¬8) سورة الروم الآية 1 (¬7) {الم}
(¬9) سورة الروم الآية 2 (¬8) {غُلِبَتِ الرُّومُ}
(¬10) سورة الروم الآية 4 (¬9) {بِضْعِ سِنِينَ}
(¬11) سورة الروم الآية 4 (¬10) {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ}
(¬12) سورة الروم الآية 5 (¬11) {بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}
(¬13) سورة الروم الآية 1 (¬12) {الم}
(¬14) سورة الروم الآية 2 (¬13) {غُلِبَتِ الرُّومُ}
(¬15) سورة الروم الآية 3 (¬14) {فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ}

الصفحة 136