كتاب فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر (اسم الجزء: 4)

الناس. وقد صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، أنه قال: «يذاد أناس عن حوضي يوم القيامة، فأقول: يا ربي، أمتي أمتي، وفي لفظ فأقول: أصحابي أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم (¬1)». فبين صلى الله عليه وسلم أنه لا يعلم، يقال له: «لا تدري ما أحدثوا بعدك (¬2)» وفي اللفظ الآخر: «يذاد أناس عن حوضي، فأقول: يا رب أمتي أمتي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا من بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح: (¬4)» فهو صلى الله عليه وسلم إنما يعلم ما أوحاه الله إليه، وما كان عند الله من الغيب لا يعلمه سواه سبحانه وتعالى، وبعد موته لا يعلم حوادث الناس.
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء، باب قول الله تعالى: " واتخذ الله إبراهيم خليلا " برقم 3349.
(¬2) أخرجه البخاري في كتاب تفسير القرآن، باب: " كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا "، برقم 4740، ومسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة، برقم 2860.
(¬3) البخاري أحاديث الأنبياء (3171)، الترمذي تفسير القرآن (3167)، النسائي الجنائز (2087)، أحمد (1/ 235).
(¬4) سورة المائدة الآية 117 (¬3) {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}

الصفحة 180