كتاب فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر (اسم الجزء: 4)

يعني أحقابا كل ما مضى أحقاب، جاء بعده أحقاب، قال تعالى: {كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا} (¬1) فهي مستمرة نسأل الله العافية، وأهلها كذلك يقيمون فيها أبدا وهم الكفار، أما العصاة فلهم أمد، عصاة الموحدين لهم أمد، إذا دخلوها يخرجون منها بعدما يطهرون، العصاة منهم من يعفى عنه ولا يدخلها، ومنهم من يدخلها وإذا طهر أخرجه الله منها، وصار إلى الجنة، ولا يبقى في النار ويخلد فيها، أبد الآباد إلا الكفار الذين ماتوا على الكفر بالله نسأل الله العافية.
¬__________
(¬1) سورة الإسراء الآية 97
126 - بيان أن الحسنات توزن والسيئات كذلك
س: هل يحاسب الإنسان على سيئاته إذا كانت حسناته أكثر؟ (¬1)
ج: أخبر الله جل وعلا في كتابه العظيم، بقوله سبحانه وتعالى: {فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ} (¬2) {فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} (¬3) {وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ} (¬4) {فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} (¬5) فهو توزن حسناته وسيئاته، كل إنسان يوازن بين حسناته وسيئاته، ومتى رجحت الحسنات أفلح ونجا، وقد يعفو الله سبحانه وتعالى عن العبد، ويدخله الجنة من دون أن يحاسبه على سيئاته، إما لتوبة فعلها، وإما لحسنات عظيمة، أتى بها قبل موته، وإما لأسباب أخرى، اقتضت رحمة الله عز وجل وفضله،
¬__________
(¬1) السؤال الثامن من الشريط رقم 185.
(¬2) سورة القارعة الآية 6
(¬3) سورة القارعة الآية 7
(¬4) سورة القارعة الآية 8
(¬5) سورة القارعة الآية 9

الصفحة 336