كتاب فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر (اسم الجزء: 4)

بيمينه، والمشرك والكافر يعطى كتابه بشماله، أو من وراء ظهره، فالسعيد يعطى كتابه باليمين، والشقي يعطى كتابه بالشمال، أو من وراء الظهر، والذي تحبط أعماله بشركه وكفره لا يعطى كتابه بيمينه، وإنما يعطى كتابه بشماله، ويبين له أن أعماله حبطت بسبب شركه وكفره، نسأل الله العافية، ولهذا أعطي كتابه بشماله.
130 - بيان أن الإنسان يعاد بعد موته كما كان في الدنيا
س: هل يخلق الله الإنسان بعد موته، مثلما كان في الدنيا أم يخلق الروح فقط؟ (¬1)
ج: يعاد خلقه كما كان في الدنيا لحما، يعاد جسما تاما وروحا، يعني يعاد: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} (¬2) تعاد الروح والجسد جميعا: فالجسد الذي أطاع الله ينعم مع الروح، والجسد الذي عصى الله يعذب مع الروح: كلاهما يعاد الجسد والروح للنعيم والعذاب جميعا. لكن في البرزخ الروح عليها الثقل، ثقل العذاب ولها النعيم العظيم أكثر، لأن الجسد يذهب ولا يبقى منه إلا عجم الذنب، كما في الحديث الصحيح يفنى ويأكله الدود، وإن
¬__________
(¬1) السؤال التاسع والعشرون من الشريط رقم 271.
(¬2) سورة الأنبياء الآية 104

الصفحة 344